إبداعـات أدبيـة..
ســرد
طريق المجد
مريـم التـرك
لم
أشعر بيده ولا سمعت صوته في ضجيج القصف، تريّث فجأة بعد أن هدأت السماء قليلا،
وعاد يصرخ بملء خوفه:
- عودي أماه...
سحبتُ
يدي من يده الساخنة، وأنا أتابع المشهد بعينين لامعتين من وراء الليل، كنت ألهث
خائفة، والمذيع يصف المشهد كما يراه هو، ثمة دمار وأنقاض وغبار يتصاعد فيحجب
الرؤية، لم يعد بإمكاني أن أرى محمود.. فقط يده وهي تمسك ساعدي وتحاول إبعادي عن
مصدر الخطر ..
أمام
الليل، والشاشة، وقطّة تتلوّى بجوعها وخوفها.. عبرتُ الخراب، وحين توقف المذيع في
فاصل صمت، قلتُ له:
- أخشى عليك..
فقال:
- عودي إلى البيت فقط.. سأكون مع
فريق الانضباط.
العدو
لا يؤتمن جانبه، على الحدود نقف.. خلفنا الموت والأرصفة الباردة، والمذيع يقول:
- حشد كبير يقف في اعتصام بمواجهة
العدو، مظاهرة رفض على الحدود.. أقول من وراء الليل:
- يا محمود......
في
الجنوب يلتقط الحجارة.. قلبي وراء السياج يحطّ كعصفور آيل للموت.. الفخّ سيطبق بكل
وجعه، ومحمود يسعف جرح أحدهم، والضباب يتكاثر كاللعنة.. يعود المذيع إلى صمته،
فيلتقط ولدي حجرا...
وعلى
الجنوب.. وفي بيتي.. لا أعرف.. هل تهشّم زجاج الشاشة بضربة حجر أم برصاصة؟..
وفي
الشرفة تبني حمامة عشّها وتنتظر معي أوبة محمود ..
3/9/2014
0 التعليقات:
إرسال تعليق