الاثنين، 26 مارس 2018
وللوقائـع الفنيـة كلمــة..
هذا من صميم عمل النقابات الفنية
وإلا
فلماذا تتواجد أصلا !؟
تفعيل بطاقة الفنان والحسم في إخراج قانون الفنان إلى
حيز الوجود والدفاع عن الحقوق المشروعة المهنية والاجتماعية للفنان والدفاع أولا
وأخيرا عن كرامة الفنانين..
بعد أن كان ينتظر منها الشيء الكثير للنهوض بأوضاع الفنان المغربي
جدوى الحصول على بطاقة الفنان في ظل عدم تفعيل
مكتسباتها والحسم في قانون الفنان !؟
يكتبـها للوقائـع الفنـية: سعيـد
فـردي
البطاقة الحلم... قالوا في
بداية الحديث عنها أن حاملها من الفنانين تعطاه قيمته الاعتبارية، وتكفيه سؤال مطلب
التغطية الصحية، وستخول لحامليها الاستفادة من تخفيضات التنقل والإقامة في
الفنادق، كما ستبرز أهميتها عند توقيع العقود مع جهات منتجة بمنحهم أولوية العمل.
تم الإعلان في شهر غشت من سنة 2008 عن منح الدفعة الأولى منها خلال حفل نظم
بمقر البرلمان بحضور شخصيات وزارية وبرلمانية وفنانين باختلاف مجالات اشتغالهم
لتعلو فضاءات قبة البرلمان زغاريد وتصفيقات.
لكن بعد اجتياز دهشة
البداية، تضاربت في السنوات الأخيرة، بشأن بطاقة الفنان عدة أراء وردود فعل في
الوسط الفني المغربي حول جدوى الحصول على بطاقة الفنان، وتناسلت عن قيمتها عدة أسئلة، من جملتها هل
الحصول عليها كفيل بتغيير الوضعية المهنية والمعنوية للفنان؟ وماذا عن دورها في
استفادته من الدعم؟ وهل سيحظى الفنان بوضع اعتباري نظير المهن الأخرى؟ أسئلة وأخرى
طرحتها أجيال من الفنانين منهم من لم يمهلها القدر الوقت لتتقاسم فرحة/ الإعلان عن
منح الدفعة الأولى منها في عهد ثريا جبران اقريتيف، الفنانة المسرحية ووزيرة الثقافة السابقة. كما طرحها أيضا فنانون
بعضهم حظي بامتياز الحصول عليها وآخرون مازالوا في لائحة الانتظار.
الفنانون المغاربة في
حظرة الملك:
وفي خطوة تحمل أكثر من دلالة، وتبرز مدى عطف صاحب الجلالة على الفنانين والمثقفين والمكانة الاعتبارية التي يحتلونها، سلم الملك محمد السادس الدفعة الشرفية من بطاقة الفنان لعدد من رجال الفن والثقافة، بمناسبة الاحتفال بعيد العرش بساحة القصر الملكي بفاس، وكانت حظيت بهذه الالتفاتة المولية كل من الشاعرة والباحثة الجامعية مليكة العاصمي، والطاهر بن جلون، كاتب روائي وشاعر وحائز على جائزة الغونكورد الفرنسية وعضو في لجنة تحكيمها، والطيب الصديقي، فنان ومؤلف مسرحي، وأحمد الطيب لعلج فنان ومؤلف مسرحي وشاعر وزجال، وعبد الوهاب الدكالي، موسيقي، وفريد بلكاهية، فنان تشكيلي، وعبد القادر البدوي مسرحي، ومحمد مفتاح ممثل مسرحي وسينمائي، ومحمد الدرهم، موسيقي زجال وممثل، والمطربة لطيفة رأفت، والمغنية والشاعرة الأمازيغية فاطمة تاباعمرانت، والمغنية نعيمة سميح، ومغنية الغناء الحساني سعيدة شرف.
بعد تحمله مسؤولية حقيبة
وزارة الثقافة في حكومة عبد الإله بنكيران في نسختها الأولى خلفا للروائي والباحث بنسالم
حميش، خص وزير الثقافة آنذاك محمد الأمين الصبيحي
الجمعيات والنقابات المهنية الفنية بلقاء تشاوري بمقر الوزارة من أجل تدارس النسخة
الأخيرة الخاصة بمشروع المرسوم رقم 2.05.1222 الصادر في 26 رمضان 1427 (19 أكتوبر
2006) المتعلق بتحديد شروط وآليات تسليم بطاقة الفنان.
قانون بطاقة الفنان/ كما هو متوافق حوله، كان
يهدف في الأصل إلى تطوير المهنة وتنظيم
القطاع الفني.
وكان قد انبثق الحوار بين الوزارة الوصية ومختلف
الجمعيات والنقابات الفنية، عن خلاصات هامة تصب في اتجاه جعل البطاقة، بالإضافة
إلى دورها الرمزي والاعتباري، آلية حقيقية لتنظيم المهن الفنية واستفادة حامليها
من مختلف الخدمات الاجتماعية الممكنة والتحفيزات الضريبية، وفق اتفاقيات شراكة بين
القطاعات المعنية.
جرت مياه كثيرة تحت الجسر إياه، مياه كثيرة جرت بين
حصول فنانين على البطاقة الفنية وبين واقعهم المعاش وما يعتمل داخل مشدنا الفني
والثقافي المؤزوم.
لا شيء مما دبج وقيل من مطالب وانتظارات الفنانين
تحقق على أرض الواقع الذي يعلى ولا يعلى عليه، الواقع الماثل أمامنا للعيان الذي
يفند كل الإدعاءات والأقاويل والأماني الوردية.
في المقابل تناسلت نقابات فنية كثيرة وظهرت على
الساحة الفنية كيانات وتنظيمات فنية وثقافية قالت في ديباجة أهدافها وقوانينها
التأسيسية، أنها أخذت على عاتقها الدفاع عن مطالب وهموم وانتظارات الفنانين، دون
أن تقدم لا مشاريع ولا برامج مهنية ومطلبية للجهات والمؤسسات المسؤولة عن مشهدنا
الفني والثقافي، ولا هي ناضلت من أجل كرامة ووضعية الفنان الاعتبارية، بل الأكثر
من هذا أن هناك نقابات فنية تأسست وماتت في المهد أو اغتنم مؤسسوها والدائرون في
فلكهم الفرصة للظفر بحضوات وبامتيازات وبمشاريع لهم وللمقربين منهم لا غير.
إن المطروح اليوم وقبل أي وقت مضى على الكيانات
والنقابات الفنية بمختلف اتجاهاتها ومشاربها، هو تفعيل بطاقة الفنان والحسم في
إخراج قانون الفنان إلى حيز الوجود والدفاع عن الحقوق المشروعة المهنية
والاجتماعية للفنان، والدفاع أولا وأخيرا عن كرامة الفنانين، هذا
من صميم عمل النقابات الفنية وإلا لما تتواجد أصلا !؟..
0 التعليقات:
إرسال تعليق