الوقائـع
بريـس
مع السيناريست محمد نجدي: أحمد زكي .. مشخص عالمي هزمته هويته
لكي تكون
مبدعا عربيا فهذا مبرر قوي لتهميشك عالميا، أما أن تكون عربي ومسلم فتلك حكاية
أخرى، هوية كتهمة أبدية ، تحاصرك لتبقى سجين قطبان ما تستحق كعربي ومسلم، رغم
نبوغك وموهبتك التي تجاوزت بعض الممثلين ـ ولن أقول المشخصين ـ أصبحوا عالميين ليس
بفضل موهبتهم، بل لإخلاصهم وإتقانهم إيصال رسائل الدول العظمى، فالسينما ليست متعة
فكرية فقط، بل هي سلاح الأقوياء، وقوة ناعمة يجب أن تنتصر لمبادئ من يحكم هذا
العالم، مبادئ ليس بضرورة أن نتفق معها، لكن قسرا يجب أن نخضع لها.
النجم الراحل أحمد زكي |
أحمد زكي ليس
مشخصا عاديا، هو عبقري في تشخيصه، لكن من سوء حظه جاء في الزمن الغير المناسب، جاء
في زمن الأكذوبة القومية العربية، زمن الانتهازية في كل شيء، زمن الخيانات والدسائس
والقمع والاعتقالات والتعذيب الجنوني لشعوب تهمتها أنها حلمت.. حلمت فقط أن تعيش
مثل باقي الشعوب التي يحكمها رؤساء غير أبديين، لأن الأبدية للديمقراطية وليست
للأشخاص.
أحمد زكي لم
يمت بمرض عضال، بل مات بغصة تسكننا جميعا من المحيط إلى الخليج، هناك من لازال
يقاوم، وهناك من ينتصر عليها بالانتهازية والوصولية والانبطاح ويتأقلم معها كحرباء
ترضي من يمسك بخيوط اللعبة ويتلون معها كما ترتضي.
أحمد زكي ..
موهبة لا تنتمي إلى البقعة العربية، فرغم شساعة هذه البقعة تبقى عاجزة على احتواء
هذه الموهبة..لأن ذنب هذه الموهبة هويتها.
مع
السيناريست
محمد نجدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق