ماذا بين قطر وأخواتها الخليجيات؟

سياسـة..

وقائـع بريـس

ماذا بين قطر وأخواتها الخليجيات؟

كتـب: عبـد الكريـم مطيـع الحمـداوي

لماذا تنكرت دول الخليج لدولة قطر فقاطعتها واستضعفتها في حين تصدت لحمايتها تركيا وإيران:

للجواب المقتضب والمحايد الذي تسمح به الظروف الحالية، لابد من التذكير أولا: بأن الصراع في المنطقة العربية كله محكوم بالانضباط للقوى العالمية الكبرى، وأقصد بالدول الكبرى كلا من روسيا وحلف الناتو.

وبأن لكل من تركيا وإيران ثانيا أهدافا إستراتيجية في دول الخليج والمنطقة العربية، كلها منضبطة تحت مظلة كل من روسيا وحلف الناتو وإستراتيجيتهما العالمية.

وأن الهدف البعيد ثالثا لإيران، هو الوصول إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة وما ينتج عن ذلك، وأن الهدف البعيد لتركيا هو استرجاع الحكم التركي للمنطقة العربية وإقامة الإمبراطورية التركية الثانية فيها.

في هذا الإطار تدعم إيران التناقض (السني – سني) بدعم قطر ضد أخواتها الخليجيات، وتقوي في نفس الوقت شيعة المنطقة، وتؤسس بؤرا شيعية جديدة في مناطق السواد السني.

كما تدعم تركيا في نفس الوقت كلا من قطر وبعض الأحزاب السياسية السنية، كبوابة للمنطقة العربية، وتحاول اكتساب ولائها السياسي وتسخيرها للتأثير المالي والاقتصادي والتعليمي والتوجيه العقدي في موطنها، وإضعاف ولائها للأنظمة القائمة في بلادها، تمهيدا لقيام الإمبراطورية التركية الكبرى المرتقبة في المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج.

في هذا الإطار تشعر الدول العربية المقاطعة  لقطر بالخطر التركي والإيراني معا، وتظن - عن خطأ أو صواب - أن قطر هي نقطة ضعف الخليج لأنها تعتبر أن سيادتها المهددة من أخواتها الخليجيات، وقوتها المالية المفتقدة إلى حماية، وطموحها للقيام بدور مهم في المنطقة جعلها تتفاعل بإيجابية مع الاستراتيجيتين (التركية والإيرانية) اللتين تعدان أبعد نظرا وأخطر أهدافا من نظر قطر وأهدافها، وتعتقد أن الأذرع التي اصطنعتها قطر في المنطقة العربية بتمويلها ودعمها لانتفضات أحزاب المرجعية الإسلامية هي في الحقيقة أذرع تركية تحاول التسلل إلى المنطقة، وأن قطر مجرد وكيل للنفوذ التركي، وعليها أن تتخلى عن هذا الدور وأن تقطع هذه الأذرع أو تشلها.

وفي هذا الإطار حيل بين وصول الإخوان إلى الحكم في مصر، وفرض عليهم في تونس الانسلاخ من المرجعية الإسلامية، وحاول النظام المغربي استرجاع سيادته من النفوذ التركي بإبعاد حزب العدالة والتنمية عن رئاسة الحكومة.

 وفي هذا الإطار أيضا انقدحت شرارة الحرب في اليمن

Tweet