عمالة البرنوصي كدية السلام بمدينة السلام والحق في السكن اللائق

جهويـات..

عمالة البرنوصي كدية السلام بمدينة السلام والحق في السكن اللائق

الوقائـع بريـس: محمـد الصغيـر

ضيعة برتران، أو بيطرا، ضيعة المعمر الإسباني ميشال، التي كانت تغطي مساحة تفوق 50 هكتار في جزء منها جنان التين وأشجار الإجاص، كان هذا الفضاء بمثابة باحة استراحة لنا نحن الأطفال المنطلقون من دار البارود، حيث كنا نخترق دوار مزاب، ومقبرة المواق، وفي جنان "سبليوني" كان لابد من تسلق إحدى الكرمات التي كانت مغروسة بشكل هندسي مضبوط، وكنا نختار ما بين التين الأبيض، والأحمر كما كنا نسميه ( بزولة العودة ) نتوقف بعض الوقت نقطف مالذ وطاب من خيرات مولانا ونعمه، وأحيانا أخرى كنا نصطاد طائر الحسون. كان هذا الجنان محطتنا المفضلة، ونحن نتوجه إلى جوطية سيدي البرنوصي من أجل اقتناء بعض الكتب المستعملة، وحتى الملابس كذلك. كانت وجهتنا المفضلة دائما هذه الجوطية التي حلت محلها الآن نيابة وزارة التربية الوطنية، وإعدادية عبد الكريم الخطابي، ومدرسة الأمل، ونحن في طريقنا إلى البرنوصي كنا نخترق دوار السكويلا، الذي كانت به مدرسة "أورت" سكويلة اليهود كما كنا نسميها، نمر من أمامها ونظل واقفين أمامها نحملق في تلك الكتابة الغريبة من أجل فك رموز ذلك الخط، الذي نعجز عن فهمه، وعرفنا فيما بعد أنه الخط العبري.

ما بين دوار السكويلا، ودوار مزاب، ومقبرة المواق، كانت الطريق عبارة عن مرتفعات ومنعرجات، وفي نقطة محددة كنا نسميها " لكدية " كانت من بين أخطر المناطق حيث تحولت في فترة من الفترات إلى مزبلة يلجأ إليها المشردون والحمقى، واللصوص، وقطاع الطرق.

الآن داخل هذا الفضاء المترامي الأطراف في كل الجهات، بعدما كانت منطقة مخيفة ، أصبحت اليوم مدينة آمنة، قائمة الأركان والعمران بكل المقومات، والكدية أصبحت مدارة من أكبر وأجمل المدارات في مدينة السلام، المدينة العصرية ببنيانها وهندسة معمارها، ومرافقها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والرياضية والثقافية. في انتظار قدوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس كي يدشن بها المركز السوسيوثقافي ليكون معلمة في مدينة السلام، من أجل أن ينعم أبناء هذه المدينة بكل ما هم بحاجة إليه من ثقافة وفن، ومهن، وحرف يدوية، مركز سيستفيد منه الشباب من الجنسين معا من أجل صقل مواهبهم، وتفجير طاقاتهم الإبداعية بعيدا عن كل أنواع التطرف والفكر المتشدد. بعدما أعطى لساكنة دور الصفيح بقعا أرضية من مساحة 80 و 90 متر مربع شيدت فوقها منازل من 3 و 4 طوابق بالإضافة إلى محلات تجارية، باعتبار أن السكن اللائق هو حق من حقوق الإنسان. أصبحت هذه المدينة تغري بالإقامة والاستقرار في بيئة تنعم فيها الساكنة بالأمن وراحة البال، مدينة للسلم والسلام.

ناشـط حقوقـي