مســرح..
في ندوتها الصحفية
المقامة في إحدى الفنادق البيضاوية يوم الإثنين 16 يونيو 2014 أعلنت اللجنة
المنظمة للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، عن البرنامج النوعي والإضافة للدورة 26
"ملتقـــى الطـــــرق: المــسرح والســفر واللقــاء
"
للوقائـع بريـس: أحمـد طنيـش
"ملتقى الطرق: المسرح والسفر واللقاء " هو
محور الدورة السادسة والعشرين والشعار الذي اختارته اللجنة المنظمة للمهرجان
الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، لكونه يلخص مسيرة 26 سنة من المســرح
الجامعي المتحاور والمتواصل مع مسارح العالم، القادم من سفــر المخيلة
والتجارب والاتجاهات والأفكار والرسائل الإنسانية عن طريق شبيبة العالم في لقــاء
يعاد في كل سنة بنفس وروح جديدة ومتجددة لمهرجان واكب ويواكب تحولات العالم
والفنيات والتقنيات والرؤى والتصورات الإبداعية.
"ملتقى الطرق" محطة وزمان ومكان تعرفه كل المجالات وكل الممارسات، ومنها الممارسة الفنية
وعلى رأسها المسرح حيث إنه يعد ملتقى طرق عدة فنون، الكلمة والحركة والإضاءة
والموسيقى والتفاعل......
يمثل المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء "ملتقى طرق"
شباب العالم من شرقه وغربه من دول متعددة وبتجارب متنوعة. بالإضافة إلى هذا، كان
ومازال المغرب عامة والدار البيضاء خاصة " ملتقى طرق" عدة حضارات
وثقافات وأصول ولغات، تلاقحت فيه وترعرعت وتجسدت في الفنون والعادات واللغات...
عبر هذا المدخل كانت الكلمة الافتتاحية للدكتور عبد القادر كنكاي، عميد كلية
الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، رئيس المهرجان الذي استهلها
بالإشارة لحدث مواز للدورة 26 من المهرجان والمتمثلة في احتفال كلية الآداب
والعلوم الإنسانية بنمسيك -الدار البيضاء بذكرى مرور ثلاثين سنة على تأسيسها، وهي
فخورة بكل ما حققته من إنجازات وما راكمته من تجارب، وهذه مناسبة لاستحضار أسماء
كل الذين أسسوا لبنات توجهها الفني ووضعوا ركائز مشروعها العلمي وبلوروا
استراتيجية انفتاحها وتفاعلها مع محيطها لتكون فاعلة ومساهمة في تنمية وإشعاع
المغرب ومدينة الدار البيضاء، وبالتالي انفتاحها وتواصلها مع العالم.
تتابع فعاليات المهرجان وخصوصا
عروض المسابقة، لجنة تحكيم، تمثل بدورها ملتقى الطرق بين الفنون والآداب، مكوناتها
تمثل المسرح بنظرياته وتشخيصه وبحثه جامعي في الأنماط والأشكال والاتجاهات إلى
جانب مكونات تمثل الإبداع الأدبي بصفته ركيزة التخييل والتحويل للترجمة البصرية
الإبداعية..
مكونات اللجنة: من السويد،
أوليفيا كوسطا من ألمانيا سلفيا حيس، ومن المغرب، أحمد بوزفور، قاسم مرغاطا، عبد
اللطيف نسيب مسناوي.
ثم الورشات
التكوينية، التي ستقام في الحصة الصباحية بفضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية
بنمسيك، تلك الورشات التي يعتبرها المهرجان خير معبر عن انتمائه الأكاديمي
والتربوي، وهي سبع ورشات: الرقص البولوني والأوربي في القرن 17، الارتجال
المسرحي، التصميم السيكولوجي، مسرح الشارع، تقنيات الأداء على الخشبة، سفر الجسد، التشخيص
أمام الكاميرا، تؤطرها فعاليات من بولونيا والسويد ورومانيا وألمانيا والمغرب.
يسجل للمهرجان
الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، إسهامه المشهود في التحولات الفنية والتقنية
الذي قدمها للمسرح المغربي من خلال عروض متنوعة الاتجاهات والتجارب وبورشاته
التكوينية التي تواصلت بها كل مكونات المسرح المغربي وكان التأثير والتأثر
وبالتالي التجلي في الإبداع الجامعي الطلابي وعبره إلى المجال الاحترافي.
عبر هذا الإسهام
يشير الدكتور رشيد حضري نائب العميد: كان مطلب إيجاد معهد للفنون بالكلية الذي
ترجم إلى تأسيس أول مدرسة تنتمي إلى الفضاء العمومي الأكاديمي، المدرسة العليا
للفنون التطبيقية التي ستسند إليها مهمة تكوين 100 طالب سنويا في الفنون، ستفتح
أبوابها في غضون الموسم الجامعي المقبل الذي يعرف جديده المتمثل في إدماج كليات
الدار البيضاء في إطار رئاسة جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، والذي ود السيد
الحضري كما ود بعض المهرجانيين القدماء وباقي أهل الصحافة والإعلام ألا يؤثر على
السير العام للمهرجان الذي يعد مكسبا للجامعة ولكلية الآداب بنمسيك وللدار البيضاء
والمغرب.
كما أشار مدير
المهرجان الدكتور أمين مومين، أن المهرجان ركز في تصوره على المفهوم، أولا ركز على
الجانب الفني إلى جانب ماهو بيداغوجي، وعن الجانب الفني أشار أن المهرجان يود أن يقدم
مشروعه وفق المعايير المهنية، وبذلك يستند إلى الشركاء الفاعلين والمتخصصين، كما
أشار أن المهرجان يعتمد في العمق على البعد التواصلي الإنساني بين كلية الآداب بن
مسيك وباقي الجامعات المغربية وطلبة جامعات العالم، لذا ومن خلال 26 دورة نستطيع
أن نصرح أن جغرافية العالم مثلت في هذا المهرجان بل هناك دول حضرت أكثر من مرة.
وعن اختيار دولة المكسيك ضيف شرف الدورة 26، كان
جواب اللجنة المنطمة أنه تم ذلك لعدة اعتبارات نذكر منها:
-
علاقة الصداقة والأخوة التي
تجمع بين البلدين.
- علاقة التعاون الغنية التي تربط كلية الآداب
والعلوم الإنسانية بنمسك، الدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني، المحمدية، الدار
البيضاء وجامعة بوييلا بالمكسيك منذ سنوات.
- مشاركة عدة فرق مسرحية جامعية مكسيكية في
المهرجان مما أسس لبلورة مشاريع علمية وثقافية بين الجانبين، قد وصل نضج العلاقات
العلمية والأكاديمية والثقافية بين الطرفين في عدة مجالات.
يعتبر المسرح المكسيكي الآن من المسارح المعاصرة
التي تدعو إلى المثاقفة واكتشاف الآخر، وإلى الانفتاح الثقافي بين الشعوب في إطار
ما يسمى بالتقاء الحضارات أو التلاقح الثقافي، ولعل ذلك هو ما يفسر رحلة "
أنطونان أرطو" إلى المكسيك للاطلاع على مسرحه الذي يحتفظ على مجموعة من
الأدوات والطاقات المادية والروحية المفقودة في الثقافة الغربية الأوروبية، والتي
من شأنها أن تعيد الاعتبار إلى مفهوم الوجود الاجتماعي وإلى العلاقات التواصلية
بين مكونات المجتمع الإنساني، وأن تحقق نوعا من المصالحة مع الكون ومع الآخر.
كما أشار الدكتور عبد القادر كنكاي، عميد الكلية،
رئيس المهرجان أنه في إطار ربط الفضاء الجامعي من خلال مهرجانه بمحيطه الفني، يتم
هذه السنة وفي الدورة 26 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، تكريم كل
من الفنانة المقتدرة عائشة ساجد، والفنان المقتدر عبد اللطيف هلال، لعدة اعتبارات
ولغاية بعث مجموعة من الرسائل مرتبطة بالبعد الإنساني وبشعار المهرجان، إذ أنه
يجمع بين الشخصيتين المكرمتين، عدة نقط مشتركة أولا هما من أبناء الدار البيضاء،
ثانيا تضم سيرتهما جغرافية كونية من الأعمال المسرحية تكاد تمثل جل التجارب
والاتجاهات، وبالتالي فهما ضمنيا بهذه الخاصيات يتماشون مع شعار المهرجان ملتقى
الطرق، وهما فعلا ملتقى الطرق للمسرح المغربي، يمثلان مرحلة مفصلية بين مرحلة
التأسيس ومواكبة التحولات نحو التحديث والتجديد صحبة جيل مسرحي مغربي يستحق كل
التحية والتقدير، فعائشة ساجد: ظاهرة متفردة في الحياة المسرحية المغربية بدأت
مسيرتها الفنية، في مجال المسرح، في سنة 1965، انطلاقا من ولوجــها مركـز تكويـن
الممـثل بإدارة ذ.عبد الـرزاق البدوي، وهي المرحلة التي أسست فيها فرقة "مسرح
البدوي" انطلاق تجربة عروض مسرح الطالب في جولاتها عبر ربوع الوطن. في هذه الفترة تخصصت عائشة ساجد في الأدوار
المركبة، وباقي الأدوار المسرحية غير النمطية لتثبت ابنة الحي المحمدي، جدارتها
باعتبارها ممثلة مقتدرة، وهو ما ساهم في انفتاحها على عالم التمثيل التلفزي والسينمائي.
عائشة ساجد تجربة 49 سنة على خشبة المسرح، قدمت
خلالها أكثر من 40 عملا مسرحيا منفتحة على المسرح العالمي مع دستوفسكي وبنجنسون
ولابيش، وموليير وراسين، وادمون روستان، وبريخت، وأنطوان تشيكوف، وتوفيق الحكيم،
ومحمد الماغوط وعلي سالم وبهجت قمر...إلخ، بالإضافة إلى أعمال من المغرب اقتباسا
وتأليفا: عبد القادر البدوي وعبد الرزاق البدوي، وابراهيم بوبكدي وعبد الكريم
برشيد وعبد الرفيع الجوهري وسعد الله عبد المجيد إلخ، وهي التجربة التي تجعل منها
رائدة من رواد المسرح المغربي.
كما أن عبد
اللطيف هلال، هو تلك العملة النادرة في المسرح المغربي
يعتبر من
الرعيل المؤسس للحركة المسرحية المغربية الحديثة مع مسرح الهواة سنة 1963 التجربة
التي كانت مدخلا للاحتراف سنة 1967، مع فرقة المعمورة التابعة لوزارة الشبيبة
والرياضة من خلال المسرحيات العالمية "هاملت" و"عطيل" لشكسبير
إلى جانب ممثلين أكفاء مثل المرحوم محمد سعيد عفيفي والبتول السبيطي وفاطمة
الركراكي، ليستمر، بعد ذلك، حضوره مع الأستاذ الطيب الصديقي إذ شارك معه في
الأعمال مسرحية وملاحم رائدة، تواصل بها مع جمهور واسع داخل المغرب وخارجه.
إن المسيرة الغنية للفنان عبد اللطيف هلال جعلت منه
شخصية فنية عملاقة، وهو ما تعكسه تلك الأدوار المتعددة التي شخصها بقوة إبداعية
تدل على الحس الإبداعي الذي يسكنه. ويجسد هذه الحقيقة تتويجه بوسام ملكي اعترافا
له وتقديرا على ما قدمه في المجال الفني.
ومن مؤشرات نجاح الندوة الصحفية التي قدمت المهرجان
وأنشطته وفعاليته وصرحت بواقع تدبيرها وتسييرها وتشبتها بالبعد الثقافي والفني
والإنساني، أنها تحولت إلى ندوة للتفكير الجماعي، حيث كانت أسئلة الحضور الإعلامي
المتميز مقترحات للتطوير اعتبرتها اللجنة المنظمة مشاريع وأفكار وطموحات مشروعة من
حق الدار البيضاء علينا جميعا كل من موقعه إلى ترجمتها على أرض الواقع.
بسط الدكتور عبد القادر كنكاي، عميد الكلية، رئيس المهرجان، أمام الحضور
الذي يمثل وسائط الإعلام الأربع: السمعي والسمعي البصري
والمكتوب والافتراضي، جل الفقرات الأساسية للمهرجان، من عروض مسرحية الممثلة للدول
المشاركة في الدورة 26: فرنسا، اسبانيا، جورجيا، لتوانيا، ألمـانيا، رومـانيا،
المكسيك، بولونيا، مصر، كوت ديفوار، السويد والمغرب البلد المنظم، والتي ستقام بأربع
مسارح: مسرح عبد الله العروي بالكلية، مسرح سيدي بليوط، مسرح مولاي رشيد، مسرح
المعهد الفرنسي للدار البيضاء، وفق التوقيت التالي: العرض الأول في الساعة
الثالثة زوالا، ويليه عرض الساعة السادسة مساء تم عرض التاسعة ليلا، يتختتم العروض
بمناقشة ليلية تقام يوميا بإقامة المهرجانيين، وهي فرصة أخرى للتكوين والحوار
والتوصل بين اللغات والثقافات والتجارب والإبداعات.
تتابع فعاليات المهرجان وخصوصا
عروض المسابقة، لجنة تحكيم، تمثل بدورها ملتقى الطرق بين الفنون والآداب، مكوناتها
تمثل المسرح بنظرياته وتشخيصه وبحثه جامعي في الأنماط والأشكال والاتجاهات إلى
جانب مكونات تمثل الإبداع الأدبي بصفته ركيزة التخييل والتحويل للترجمة البصرية
الإبداعية..
مكونات اللجنة: من السويد،
أوليفيا كوسطا من ألمانيا سلفيا حيس، ومن المغرب، أحمد بوزفور، قاسم مرغاطا، عبد
اللطيف نسيب مسناوي.
ثم الورشات
التكوينية، التي ستقام في الحصة الصباحية بفضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية
بنمسيك، تلك الورشات التي يعتبرها المهرجان خير معبر عن انتمائه الأكاديمي
والتربوي، وهي سبع ورشات: الرقص البولوني والأوربي في القرن 17، الارتجال
المسرحي، التصميم السيكولوجي، مسرح الشارع، تقنيات الأداء على الخشبة، سفر الجسد، التشخيص
أمام الكاميرا، تؤطرها فعاليات من بولونيا
والسويد ورومانيا وألمانيا والمغرب.
يسجل للمهرجان
الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، اسهامه المشهود في التحولات الفنية والتقنية
الذي قدمها للمسرح المغربي من خلال عروض متنوعة الاتجاهات والتجارب وبورشاته
التكوينية التي تواصلت بها كل مكونات المسرح المغربي وكان التأثير والتأثر
وبالتالي التجلي في الإبداع الجامعي الطلابي وعبره إلى المجال الاحترافي.
عبر هذا
الاسهام يشير الدكتور رشيد حضري نائب العميد: كان مطلب إيجاد معهد للفنون بالكلية
الذي ترجم إلى تأسيس أول مدرسة تنتمي إلى الفضاء العمومي الأكاديمي، المدرسة
العليا للفنون التطبيقية التي ستسند إليها مهمة تكوين 100 طالب سنويا في الفنون،
ستفتح أبوابها في غضون الموسم الجامعي المقبل الذي يعرف جديده المتمثل في إدماج
كليات الدار البيضاء في إطار رئاسة جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، والذي ود
السيد الحضري كما ود بعض المهرجانيين القدماء وباقي أهل الصحافة والإعلام ألا يؤثر
على السير العام للمهرجان الذي يعد مكسبا للجامعة ولكلية الآداب بنمسيك وللدار
البيضاء والمغرب.
كما أشار مدير
المهرجان الدكتور أمين مومين، أن المهرجان ركز في تصوره على المفهوم، أولا ركز على
الجانب الفني إلى جانب ماهو بيداغوجي، وعن الجانب الفني أشار أن المهرجان يود أن يقدم
مشروعه وفق المعايير المهنية، وبذلك يستند إلى الشركاء الفاعلين والمتخصصين، كما
أشار أن المهرجان يعتمد في العمق على البعد التواصلي الإنساني بين كلية الآداب بن
مسيك وباقي الجامعات المغربية وطلبة جامعات العالم، لذا ومن خلال 26 دورة نستطيع
أن نصرح أن جغرافية العالم مثلت في هذا المهرجان بل هناك دول حضرت أكثر من مرة.
وعن اختيار دولة المكسيك ضيف شرف الدورة 26، كان
جواب اللجنة المنطمة أنه تم ذلك لعدة اعتبارات نذكر منها:
-
علاقة الصداقة والأخوة التي
تجمع بين البلدين.
- علاقة التعاون الغنية التي تربط كلية الآداب
والعلوم الإنسانية بنمسك، الدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني، المحمدية، الدار
البيضاء وجامعة بوييلا بالمكسيك منذ سنوات.
- مشاركة عدة فرق مسرحية جامعية مكسيكية في
المهرجان مما أسس لبلورة مشاريع علمية وثقافية بين الجانبين، قد وصل نضج العلاقات
العلمية والأكاديمية والثقافية بين الطرفين في عدة مجالات.
يعتبر المسرح المكسيكي الآن من المسارح المعاصرة
التي تدعو إلى المثاقفة واكتشاف الآخر، وإلى الانفتاح الثقافي بين الشعوب في إطار
ما يسمى بالتقاء الحضارات أو التلاقح الثقافي، ولعل ذلك هو ما يفسر رحلة "
أنطونان أرطو" إلى المكسيك للاطلاع على مسرحه الذي يحتفظ على مجموعة من
الأدوات والطاقات المادية والروحية المفقودة في الثقافة الغربية الأوروبية، والتي
من شأنها أن تعيد الاعتبار إلى مفهوم الوجود الاجتماعي وإلى العلاقات التواصلية
بين مكونات المجتمع الإنساني، وأن تحقق نوعا من المصالحة مع الكون ومع الآخر.
كما أشار الدكتور عبد القادر كنكاي، عميد الكلية،
رئيس المهرجان أنه في إطار ربط الفضاء الجامعي من خلال مهرجانه بمحيطه الفني، يتم
هذه السنة وفي الدورة 26 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، تكريم كل
من الفنانة المقتدرة عائشة ساجد، والفنان المقتدر عبد اللطيف هلال، لعدة اعتبارات
ولغاية بعث مجموعة من الرسائل مرتبطة بالبعد الإنساني وبشعار المهرجان، إذ أنه
يجمع بين الشخصيتين المكرمتين، عدة نقط مشتركة أولا هما من أبناء الدار البيضاء،
ثانيا تضم سيرتهما جغرافية كونية من الأعمال المسرحية تكاد تمثل جل التجارب
والاتجاهات، وبالتالي فهما ضمنيا بهذه الخاصيات يتماشون مع شعار المهرجان ملتقى
الطرق، وهما فعلا ملتقى الطرق للمسرح المغربي، يمثلان مرحلة مفصلية بين مرحلة
التأسيس ومواكبة التحولات نحو التحديث والتجديد صحبة جيل مسرحي مغربي يستحق كل
التحية والتقدير، فعائشة ساجد: ظاهرة متفردة في الحياة المسرحية المغربية بدأت
مسيرتها الفنية، في مجال المسرح، في سنة 1965، انطلاقا من ولوجــها مركـز تكويـن
الممـثل بإدارة ذ.عبد الـرزاق البدوي، وهي المرحلة التي أسست فيها فرقة "مسرح
البدوي" انطلاق تجربة عروض مسرح الطالب في جولاتها عبر ربوع الوطن. في هذه الفترة تخصصت عائشة ساجد في الأدوار
المركبة، وباقي الأدوار المسرحية غير النمطية لتثبت ابنة الحي المحمدي، جدارتها
باعتبارها ممثلة مقتدرة، وهو ما ساهم في انفتاحها على عالم التمثيل التلفزي والسينمائي.
عائشة ساجد تجربة 49 سنة على خشبة المسرح، قدمت
خلالها أكثر من 40 عملا مسرحيا منفتحة على المسرح العالمي مع دستوفسكي وبنجنسون
ولابيش، وموليير وراسين، وادمون روستان، وبريخت، وأنطوان تشيكوف، وتوفيق الحكيم،
ومحمد الماغوط وعلي سالم وبهجت قمر...إلخ، بالإضافة إلى أعمال من المغرب اقتباسا
وتأليفا: عبد القادر البدوي وعبد الرزاق البدوي، وابراهيم بوبكدي وعبد الكريم
برشيد وعبد الرفيع الجوهري وسعد الله عبد المجيد إلخ، وهي التجربة التي تجعل منها
رائدة من رواد المسرح المغربي.
كما أن عبد
اللطيف هلال، هو تلك العملة النادرة في المسرح المغربي
يعتبر من
الرعيل المؤسس للحركة المسرحية المغربية الحديثة مع مسرح الهواة سنة 1963 التجربة
التي كانت مدخلا للاحتراف سنة 1967، مع فرقة المعمورة التابعة لوزارة الشبيبة
والرياضة من خلال المسرحيات العالمية "هاملت" و"عطيل" لشكسبير
إلى جانب ممثلين أكفاء مثل المرحوم محمد سعيد عفيفي والبتول السبيطي وفاطمة
الركراكي، ليستمر، بعد ذلك، حضوره مع الأستاذ الطيب الصديقي إذ شارك معه في
الأعمال مسرحية وملاحم رائدة، تواصل بها مع جمهور واسع داخل المغرب وخارجه.
إن المسيرة الغنية للفنان عبد اللطيف هلال جعلت منه
شخصية فنية عملاقة، وهو ما تعكسه تلك الأدوار المتعددة التي شخصها بقوة إبداعية
تدل على الحس الإبداعي الذي يسكنه. ويجسد هذه الحقيقة تتويجه بوسام ملكي اعترافا
له وتقديرا على ما قدمه في المجال الفني.
ومن مؤشرات نجاح الندوة الصحفية التي قدمت المهرجان
وأنشطته وفعاليته وصرحت بواقع تدبيرها وتسييرها وتشبتها بالبعد الثقافي والفني
والإنساني، أنها تحولت إلى ندوة للتفكير الجماعي، حيث كانت أسئلة الحضور الإعلامي
المتميز مقترحات للتطوير اعتبرتها اللجنة المنظمة مشاريع وأفكار وطموحات مشروعة من
حق الدار البيضاء علينا جميعا كل من موقعه إلى ترجمتها على أرض الواقع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق