الثقافية والفنية
تشكيل
الفنان التشكيلي سعيد الراجي يعرض العبور بالدار
البيضاء
تجربة إبداعية موسومة
ب"العبور"
الوقائـع بريـس
صدوق نورالدين
يعرض الفنان
التشكيلي سعيد الراجي جديد أعماله الإبداعية تحت شعار "العبور " إلى
غاية 10 أبريل المقبل برواق دار الفنون بالدار البيضاء . تفاعلا مع مدارات هذه
التجربة البصرية الجديدة، كتب الناقد صدوق نور الدين مقالا جماليا معنونا ب "الواحد
المتعدد" في ما يلي نصه الكامل :
(1)
واكبت
مسار التشكيلي سعيد الراجي عن كثب. و لعل ما لفت، الخوض في الممارسة الإبداعية
والصمت. هذه الممارسة تجلو تجربة المعرض الراهن في تنوعه و إحالاته على الواحد كما
أتصور. و أما الصمت، فيعكسه الحفر في التجربة بعيدا عن "ضجيج العصر" ومتتالياته.
(2)
اختار
خيال المبدع "سعيد الراجي" في هذا المعرض بالضبط، كتابة تاريخ الذات من
خلال سيرتين: سيرته الذاتية المحض وما أدعوه سيرة اللون. فأما الذاتية فتنكتب منذ
الطفولة، بداية الحياة، إلى الانطفاء كعنوان للموت. وما بين البداية و النهاية
تفيض التفاصيل، قل تفاصيل التفاصيل: تأكيد الشخصية، إثبات الحضور، الصراع مع
النفس، الصراع مع المجتمع، الحرص على المجاوزة و التجاوز وبالتالي الاستمرار.
هذه
التفاصيل تختزنها علبة الذاكرة لقولها متى تأتى فعل التخييل. والأصل أن ترجمة
القول هو بالتحديد سيرة اللون. فالذات، تبقى الواحد بحكم كونها مصدر الإبداع و
الامتياح. واللون التعدد والتنوع من منطلق تفاوت التأثيرات والمرجعيات، إذ بداية
الفنان ليست كنهايته . كذلك شأن التشكيلي "سعيد الراجي"، في صمته و تعدد
تجربته.
(3)
تبدو
الذات في هذه الأضمومة محطات، انتقالات و تحولات. ما يجلو ذلك صيغة التعبير
اللوني. أحيانا يخيل كما لو أن الأمر يتعلق باشتباكات أقرب إلى الأشكال الهندسية،
إلى ما يتوق التجسيد و يتأبى، وبالرغم يعلن عن نفسه مثلما هو، أو كما تحقق الحلم
به. إلا أنه وفي سياق مغاير يستكمل السابق دون أن يلغيه. وتستوقف الرائي قوة
التلقائية المفتوحة على فض هذه الاشتباكات حيث الاحتفاء بالألوان المفتوحة على
الحياة، وعلى الحب.
(4)
إن هذا المعرض
بالتحديد كتاب سيرة ذاتية. تبدأ من شاهد القبر المحيل على الأب، نواة الحياة( كما
الموت). وتمتد لتشمل الطفولة وفق دلالات الأرقام المتناثرة عنوان الدراسة و
التكوين، والأقفاص محطات اللعب المفتوح على الحياة. فالطفولة العنوان الكبير
الجامع لما تأسس لاحقا و اكتملت في ضوئه الذات، أو انقل استوت شخصية "سعيد
الراجي" كما عرفناها، ونعرفها ويعرفنا ويعرفكم هذا المعرض بها/ وعليها. إنه
راويها باللون أصلا.
(5)
يبقى
لكل إبداع أثر، خط مسار في الحياة، وما ينشد منه خلد/ تخليد الذاكرة، وهو ما حظي
به هذا المعرض كرؤية شاملة، وكفكرة لها فرادة تكونها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق