google.com, pub-6282892942598646, DIRECT, f08c47fec0942fa0 منجية شقرون تقدم تنويعاتها على إيقاع الحلم | الـوقـائـع بـريــس
الرئيسية » » منجية شقرون تقدم تنويعاتها على إيقاع الحلم

منجية شقرون تقدم تنويعاتها على إيقاع الحلم

كتبـه said fardy الاثنين، 30 أبريل 2018 | 7:49:00 ص


تشكيــل..
الوقائـع الفنيـة
برواق "من دار" بالدار البيضاء

منجية شقرون تقدم تنويعاتها على إيقاع الحلم





الوقائـع بريـس
عبد الله الشيخ









يحتضن رواق "من دار" ( Mine D’art ) بالدار البيضاء إلى غاية 30 أبريل الجاري أعمال الفنانة العصامية منجية شقرون تحت عنوان" تنويعات على إيقاع الحلم". يقترح على أنظارنا هذا المعرض خمسة وعشرين عملا تشكيليا متوزعا على ثلاث مجموعات تهم بلاغة الحلم المتباين من الليل إلى الصبح: تستثمر المجموعة الأولى الخلفية السوداء، و توحي بالحلم الليلي، فيما تمشهد المجموعة الثانية حلم الصبح، حيث تفسح العتمة المجال تدريجيا للمضيء. يظل المتلقي المتبصر مشدوها أمام حضور حجاب ذي خطوط متشذرة ومتمازجة .



 

 


تشكل المجموعة الثالثة منعطفا بصريا ينفرد بلوحات موسومة بخلفية معتمة تغدو عبر قسماتها  السوداء اللطيفة عالما مضيئا: انطباع بليغ يشي بالصبح ، و يبرز انسجاما إشعاعيا للحلم .
أن المجموعات الثلاثة بمثابة تنويعات متعددة الأصوات على إيقاع الحلم حسب ما تمليه المقامات الزمانية الثلاثة: الليل، الفجر والصبح.
على هذا المستوى، تدعونا منجية شقرون إلى تأمل أعمالها التجريدية التي تخلد ما تبقى من حلم ملون  ومن ذكريات الطفولة، و ذلك عبر إدراك بصري يحتفي بإحساس لا يوصف بالثقة وبالسعادة التي يصعب التعبير عنها .

في أعقاب التدوينات التصورية، تستمد تجلياتها واشراقاتها من دواخلها وسرائرها ، كاشفة عن خرائطية الإبداع. في غمرة مقاربتها الحدسية للفن المنفرد، يكتسي العالم المعيش بعدا حلميا لا لعبيا ويصبح الإلهام وجدانيا، كما تصبح العلاقة التفاعلية مع التصوير الصباغي جوهرية وطبيعية. إبداع معاصر بامتياز. اللوحة تنسج على هوى الحدس كإشارة جنينية أولى. فهي توحي برؤى باطنية عبر الفعل التصوري. يبدو الكل محيرا وساحرا لأنه يستدعي حالة تخييلية حبلى باستمرار.
عالم من الآثار والرموز الضمنية، والإشارات الوجدانية على السند، مع تجاوز حدود المدرك بشكل تلقائي . تمكنت الفنانة من تصوير التعبيرات المشخصنة عبر تركيبات دينامية على صورة سمفونية موسيقية . صدق تعبيري، شخصية فنية قحة ، حساسية مثقفة وغنية بالقدرة الخيالية، تلكم تجليات وطلائع ملكتها الإبداعية. فن شامل يتحدث إلى إدراكنا البصري والسمعي معا من خلال تقنية مختلطة بدقة بين الأشكال واللمسات .




تمكنت الفنانة من ترويض المعالجة اللونية والتركيبة الشكلية،  متشربة   منذ ريعان شبابها بالأشكال الهندسية، والعلامات الشذرية لفن الطرز، وترصيعات الزليج وغيرها من الصور الفنية العريقة . تدبر بروحها الإبداعية وعلى سجيتها فضاءات لا متناهية، محققة توازيا رصينا بين الألوان البهية والأشكال المحيلة على الذاكرة الموشومة، الشيء الذي يمنح أعمالها بعدا جماليا آسرا .
ترسم منجية شقرون أحلامها المتقدة: واقعها . فنها نداء تلقائي وشعاع إشراقي حول أجواء تشهد غالبا على ثرائها الروحي والفكري. تتأسس خصوصيتها الفنية على عناصر تجريدية تتمثلها بوضوح على مستوى ميثاقها السيرذاتي، مما يشكل رديفا مؤكدا لهوية أيقونية جديدة . يعتبر فعلها الإدراكي ربيطوارا منفردا بموجب انتقاء نوعي للأجواء اللونية ذات القيمة الفنية البالغة، وكذا بفعل أعماق أنوار بليغة على شتى المستويات. تفصح لوحاتها بعمق عن قوة تعبيرية عجيبة، وعن إحالة دقيقة على الأحلام والإلهام الخصيب.
على غرار موزع موسيقي رفيع الموهبة أو شاعر رائي ، تعرج بنا نحو الفعل الإبداعي المتناظر مع آلة موسيقية. يتعلق الأمر من منظور منجية شقرون بلحظة استنباطية تستدعي الحالات الروحية ، مما يمنحنا تواجدا بهيجا لا نظير له !
انسجام غير مصطنع ، هو منجزها الفني الذي يستدرجنا للتفكير في فيض الخيال ، وفي العلامة الكاشفة عن العودة إلى الأصول، فحركتها الإبداعية منساقة مع حدوساتها وانفعالاتها الوجدانية . تمنحنا الفنانة مثالا ساطعا وفصيحا لانفراديتها الأسلوبية: تصوير صباغي بمظهر خالص . تمكنت منجية شقرون من تطوير لغتها المستقلة في ضوء سيرورة إبداعية تتكامل فيها الحركة مع المادة والأثر بشكل أخاذ. أننا بصدد كتابة شخصية طافحة بتأملات دلالية قبلية . انبهرت الفنانة بالتصوير الصباغي كحاجة روحية، ملتزمة من شدة الولع بمبدئها الجوهري: الاختلاف مكنون تحت غطاء المشابهة .
بعيدا عن كل محاكاة نمطية ، تتمثل التصوير الصباغي كمرآة حية وكإشارة تلميحية للمبدعين الحالمين بكل مغامراتهم في الفن والحياة معا. تصوير صباغي جدير بان يجد موقعه تحت الشمس، وفي رحاب الفضاءات المكرسة للفن الحي والصادق. الإبداع لدى هذه الفنانة صدى ورع طاقتها الوجدانية وحساسيتها المتوهجة. انه مدى إشعاعي ينبجس ويعبر الواقع ، مستمدا إلهامه من إحساس محتدم.   


بعد دراسات عليا بكلية  علوم التربية بالرباط ، تفرغت منجية شقرون (مواليد سلا ) إلى شغفها: التصوير الصباغي. التحقت عام 2000 بمجموعة الفن الصباغي من تأطير الفنان التشكيلي السوري عدنان عبد الرحمان. دشنت دائرة معارضها الجماعية بدمشق وبالكويت ، وعندما عادت إلى المغرب قدمت معرضها الفردي الأول شهر يوليوز 2017 برواق النادرة تحت عنوان "انسجام" تلاه معرض فردي آخر شهر دجنبر من السنة المذكورة برواق المسرح الوطني محمد الخامس تحت شعار" النور والإيحاء"، كما شاركت شهر مارس 2018 في معرض جماعي بمناسبة افتتاح رواق باب  فاس بسلا.  

(ناقد فني)




0 التعليقات:

إرسال تعليق

لروح الممثل الراحل محمد البسطاوي

افتتـاحيـة

افتتـاحيـة
الوقـائـع بـريـس

وردة تبكي بليغ في بودعك


حامد مرسي دنجوان عصره


البدوية القتالة سميرة توفيق


لاني بنايم ولاني بصاحي أبوبكر سالم


بليغ وأم كلثوم لقاء الملك بالست


الرائعـة فايـزة أحمـد


عندما يتسلطن الموسيقار العميد


يا عطارين دلوني غناء أحلام


"ثلاثي التشخيص الراقي في "وجع التراب



لماذا لم يعد المغاربة يذهبون إلى السينما؟

لماذا لم يعد المغاربة يذهبون إلى السينما؟
ملف الوقائـع الأسبوعي

تابعوا الوقائع على فايسبوك

الوقائع بريس

مـن هنـا يبـدأ الخبـر الفنـي مـن الوقائـع بريـس ..

لمـاذا الوقـائـع بـريـس؟

مـن نحـن؟