الفنان رفيق بوبكر |
الوقائـع بريـس
مع السيناريست محمد نجدي: رفيق بوبكر.. طفل في جلباب الحكيم
رفيق .. الآتي من براءة لم تسعفه أن يذوب وسط جسم فني، له من المخالب الناعمة أكثر ماله من أحضان تتسع للجميع، فكان لا بد له أن يبحث عن حضن ليقول كلمته، بحث جعله يتمرد عن المألوف، ليكون استثناء وسط منظومة فنية لا تريد أن تستقيم أو هكذا أريد لها.
رفيق .. ليس بالمبدع العصامي، لكن
ثقافته وتكوينه الأكاديمي أقرب إلى البوهيمية منها إلى منهج تؤطره عقلية متخلفة،
تؤمن بكل شيء إلا الإبداع، عقلية سجينة خانة المصالح، لكنها تعرف جيدا كيف تدافع
عن مصالحها بمهارة الشياطين.
رفيق .. له بصمات متميزة في الفن، لكن
له أكثر في الحياة، فأنت أمام شخصية مستعصية على الفهم، أو هكذا تبدو، ولكن نقاءها
لايمكن أن يتجلى إلا خارج دائرة تكاد تخنقنا، دائرة موروث ثقافي وفني ثابت ،لن
تستطيع تحريكه وزرع روح جديدة فيه إلا إذا تخلصت من دائرته، وهذا ماحاول رفيق ولا
زال، ومعه القلة القليلة المصنفة في خانة اللامعقول.
جالست رفيق .. يمنحك إحساس أنه طفل
مسكون بالبحث عن شيء مفقود، هو نفسه لا يعرفه، لكنه يحسه، لا تغويه شهرة مجانية،
بقدر مايغويه البحث عن أمان فني حقيقي، يعكس فيه جنونه ويقول مايؤمن به.
رفيق .. الساخر من ذاته قبل الآخر،
يجعلك تهدم كل جدارات الاختلاف بينكما حتى لو تجاوزت لياقة جلسة عابرة .
بوبكــر |
رفيق .. لازلنا ننتظر منه الكثير، له
كاريزما نادرة، ومطلوبة الآن وهنا، فقط يجب أن تستقيم منظومتنا الإبداعية، نحن
نستحق أكثر ماهو موجود ، فقط يجب أن نؤمن بمبدعينا، إيمان خالي من المصالح
والانتهازية ووصولية لن تصل بنا إلا إلى جمود يوقع نهايتنا .
وأخيرا، نتمنى أن لايكون رفيق وأمثاله
ينتظرون "غودو" لأن الوطن يستحق كل ماهو جميل.
مع السيناريست محمد نجدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق