ثقافـة وفنـون..
الوقائـع الفنـي
في تشييع جثمان الراحل المنتج الفني
حميد العلوي
توفيق
عمور يكتب عن وداع رفيقه الراحل حميد العلوي: جنازة
ووداع بطعم الجحود والخدلان
الوقائـع بريـس:
كتـب توفيـق عمـور
كتـب توفيـق عمـور
لم نكن في مراسيم دفنه بمقبرة الشهداء سوى قلة قليلة جدا من الفنانين الذين تبادلوا بينهم عبارات مختزلة للتأسف على فقدان المرحوم، لينصرف كل واحد بعد ذلك لشأنه. في بيت الجنازة ليلا تقلص عدد الفنانين لنصبح عددا أقل، لا يصل حتى أصابع اليد الواحدة …!!!
شخصية من حجم المرحوم، الذي
أسدى للأغنية المغربية الكثير، وهو يعد في المغرب ثاني سباق لاكتشاف العديد من
المواهب بعد المرحوم عبد النبي الجيراري، وهو يعتبر الأول في المغرب الذي ساهم في
خلق صناعة النجاح والنجومية للعديد من الفنانين، وهو كذلك من الأوائل الذين راهنوا
على الأغنية المغربية وسافر بها إلى خارج الوطن ورفع رايتها ، كما يعتبر من
الأوائل الذين أنشؤوا استوديوهات عصرية للتسجيل وإنتاج الكاسيت بأنظمة لم تكن
متوفرة وقتئذ إلا في الإذاعة الوطنية ( مانيطوفون ب 16 أو24 مساحة … ميكروفونات
أحادية شعاع الالتقاط متطورة ، استوديو مجهز بالآكوستيك ( نظام امتصاص الصدى )،
هذا الأستوديو الذي اختاره الفنان المصري الكبير هاني شاكر من بين كل الاستوديوهات
التي زارها بالمغرب، لتسجيل إحدى قطعه وذلك في إحدى جولاته الفنية.
هذا الأستوديو الذي دخله العديد من الفنانين
الذين أصبح لهم اسم وكانت أرجلهم ترتعد على سُلّمِه وهم يدخلونه، هذا الأستوديو
الذي كان ملجأ وملاذا لكل الفنانين والمجموعات الغنائية الشعبية والفلكلورية
والمجموعات الغيوانية بقصد التسجيل وإنتاج الكاسيت، وكان من بين من يلجؤون إليه من
يعتبرون أنفسهم كبارا في الفن من أجل أن يضع المرحوم بصمته على أعمالهم بتنفيذ
تقنية "الميكست" أو "الميكساج" في وقت لم تكن فيه هذه
التقنية قد تطورت بعد .
في جنازة المرحوم كان
الفنانون قليلون جدا جدا…! حيث كنا نتوقع أن يكون الصالون الواحد على الأقل مليئا
بمن كان يجب أن يكونوا حاضرين ليستذكروا لحظة بأن كثير من أفضال المرحوم كانت
عليهم ، ولولاه بعد الله لما كانت لهم أسماء في عالم الأغنية والفن ولظلوا نكرة لا
يلتفث إليهم أحد ! فالى متى سنبقى جاحدين متنكرين ؟! والى متى نبقى منتفخين
بالهواء كالبالونات الهوائية التي تتفرقع بلمسة ظفر ؟ والى متى تغيب الأنا وتذوب
الأنا في الكل من أجل الكل ؟ غذا يأتي دورنا للنزول للحفرة الأبدية … حينذاك لن يشعر
بطعم الجحود والنكران في جنائزنا إلا من أولائك الذين يعرفوننا جيدا! وداعا حميد
العلوي … وداعا با حميد!
0 التعليقات:
إرسال تعليق