الوقائـع بريـس
مقـالات الـرأي..
نصف
كلمة: القيادة الحركية ومعالجة النفوس
كتـب: الشيخ عبد
الكريم مطيع الحمداوي الحسني
معالجة النفوس
عمل الأنبياء والرسل عليهم السلام، ومع ذلك تجد خريجي مدارس النبوة مختلفي الطباع
والأهداف منهم من يذهب به الأمر إلى الإقبال على الدين إقبالا يأخذ بكل مشاعره
فيستخلصه لعمل الآخرة، ومنهم من يرتد على عقبيه كلما رأى مصلحة أو آثر مطمعا، وما
ذلك إلإ بتأثير الطباع التي نشأ عليها في البيت والأسرة والمجتمع.
من نشأ في أسرة
يرى فيها أبا كريما وأما عاقلة ودودا ليس كمن عاش في كنف أب لص أو كذاب أو منافق
أو غدار أو متقلب، وأم مثل ذلك، إذ بمجرد ما يشب الابن عن الطوق يعرب عن أصله
ومنبته فينكشف ما طبع عليه، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
وهو ما كان في
حركتنا المغربية، إذ حشدنا في حركتنا أول أمرها التلاميذ والطلبة والعوام دون
تمييز، بصفتنا في مرحلة تأسيسية، فلما ضربت حركتنا وشلت القيادة بالخوف أو الطمع
أو السجن أو المنفى، تفرق الجمع وأعرب كل واحد عن أصله، فرأيتم ما رأيتم.
لقد خبرت هذه
القاعدة في مسيرتي الحركية منذ عقلت، في فترة الدراسة، وفي مرحلة المشاركة في
المقاومة المسلحة للاستعمار الفرنسي، وفي النشاط السياسي والنقابي، ثم أثناء
تأسيسي للحركة الإسلامية المغربية وشبيبتها الإسلامية، فتبينت صحتها، وتأكدت أن
أبناء الرجال رجال وأبناء غيرهم أبناء الطبع الغالب في أسرتهم ونشأتهم العائلية،
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (تخيروا لنطفكم) كما حذر من
المنبت السوء للمرأة الحسناء.
لذلك من الحكمة
أن يتخير الداعية لدعوته من منابت المروءة والصدق والوفاء والصدق، قيادات سليمة
سوية، نشأت في أسر سوية بين آباء أسوياء وأمهات عاقلات، أسر تستحيي من أعمال السوء
وأقوال السوء، وتخجل من الغدر والخيانة، وتستعيذ بالله من أهل الفجور.
0 التعليقات:
إرسال تعليق