ثقافـة وفنـون..
نجـوم بالأبيـض والأسـود
رشدي أباظة قادته
كاميليا إلى الفشل فأنقذته هدى سلطان
الدنجوان المعشوق
الأول للنساء في فترة الستينيات والسبعينيات
الوقائـع
بريـس
في بداية مسيرته الفنية التقى الدنجوان رشدي أباظة
بالفاتنة كاميليا، والتي رأت فيه رجل أحلامها وقررت مساندته فنيًا، وفرضت على مخرج
فيلمها الجديد آنذاك "امرأة من نار" أن يكون هو بطلها، ولكن الفيلم سقط
سقوطًا تجاريًا "شنيعًا".
أباظة تأثر كثيرًا بفشله السينمائي وخاصة بعدما
رفضه العديد من المنتجين، ولكن كبرياءه عادت تسيّره وقرر تحدي الجميع وأعلن أنه
سيحترف التمثيل وعمل في أفلام عديدة بأدوار صغيرة غير مؤثرة، حتى التقى فرصة عمره.
فرصة الدنجوان كانت بتعرفه على المخرج عز الدين ذو
الفقار، الذي آمن بموهبته، التي لم يكن رشدي نفسه مقتنعًا بها، وإنما أخذ المسألة
كتحد وشقاوة شباب، وأسند إليه دورًا بارزًا في فيلم "طريق الأمل" مع
شكري سرحان وأبدع فيه ونال استحسان الجماهير بأدائه الطريف المؤثر.
أما الفرصة الأكبر فجاءت مع اعتذار فريد شوقي عن
بطولة "امرأة في الطريق" أمام زوجته هدى سلطان؛ لانشغاله بأفلام أخرى،
وهنا قرر ذو الفقار الاستعانة بأباظة كبطل للفيلم ولم يعترض وقتها فريق الإنتاج
على هذا الترشيح.
وبالفعل نجح الفيلم فنيًا وتجاريًا وصفق الجمهور
لأباظة، ولم يتردد من يومها المنتجون في إسناد البطولات المطلقة له كما في
"الرجل الثاني" مع صلاح ذو الفقار وأيضًا مع عز الدين ذو الفقار.
رشدي أباظة واسمه الكامل هو "رشدي سعيد
بغدادي أباظة"، ولد في ثاني شهر غشت عام 1927م في القاهرة لأب مصري يعمل
ضابطاً في الشرطة وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبه لواء وأم إيطالية تُدعى
"ليلى جورجنجينو".
تلقى رشدي أباظة تعليمه في مدرستي سان مارك
بالإسكندرية ومدرسة الفرير بالقاهرة، وعقب حصوله على الشهادة الثانوية التحق بكلية
الطيران ولكنه لم يحتمل حياة العسكرية، فانتقل بعد ثلاث سنوات إلى كلية التجارة،
إلا أنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة.
عُرف عن الفنان "رشدي أباظة" كثرة
زيجاته التي كانت أولها عام 1952م من الفنانة "تحية كاريوكا" واستمر
زواجهما حوالي ثلاث سنوات، ثم تزوج من الأمريكية "بربارا" التي أنجب
منها ابنته الوحيدة "قسمت"، ثم انفصلا بعد 4 سنوات من الزواج.
وكانت زوجته الثالثة هي الفنانة "سامية
جمال" التي تزوجها عام 1962م وعلى الرغم من استمرار زواجهما قرابة 18 عاماً
إلا انه انتهى أيضاً بالطلاق عام 1977م، كما لم يستمر زواجه من الشحرورة الفنانة
"صباح" والتي تزوجها عام 1967م سوى أسبوعين وكانت سامية جمال لا تزال
على ذمته، وأخيراً تزوج قبل وفاته بسنتين من ابنة عمه "نبيلة أباظة.
لم يكن التمثيل أحد أحلام النجم "رشدي
أباظة" في يوم من الأيام ولكنه اقتحم العمل الفني بالصدفة بعد أن تعرف في
إحدى صالات البلياردو على المخرج الكبير"هنري بركات" الذي قدمه في
السينما لأول مرة من خلال فيلم "المليونيرة الصغيرة"عام 1948م.
كما ساعده إتقانه لخمس لغات مختلفة على العمل في
السينما العالمية حيث سافر عام 1950م إلى إيطاليا، وشارك في بطولة عدد من الأفلام
الأجنبية منها فيلم "أمنية" أمام الإيطالية "آسيا نوريس"
و"امرأة من نار" أمام النجمة الشهيرة
كاميليا" و"الوصايا العشر" للمخرج سيسيل ديميل، لكنه عاد
مرة أخرى للقاهرة ليسترد نجوميته بفيلم "امرأة على الطريق" عام 1958م.
اشتهر الفنان الراحل "رشدي أباظة" في
السينما المصرية بجاذبيته ووسامته حتى أصبح المعشوق الأول للنساء في فترة
الستينيات وسبعينيات القرن العشرين، بالإضافة إلى قدرته على التنوع في أدواره بين
الرومانسية والكوميدية والتراجيدية.من أبرز أعماله السينمائية: "جميلة"
و"وا إسلاماه" و"في بيتنا رجل" و"الطريق" و"لا
وقت للحب" و"الشياطين الثلاثة" و"الزوجة 13"
و"الساحرة الصغيرة" و"صغيرة على الحب" و"صراع في
النيل" و"عروس النيل" و"شيء في صدري" و"وراء
الشمس" و"أريد حلا" و"الرجل الثاني" و"الحب
الضائع" و"ضاع العمر يا ولدى".
وفي يوم 27 غشت من 1980م توفي الفنان "رشدي
أباظة" عن عمر يناهز الرابع والخمسين عاماً بعد معاناته مع مرض سرطان الدماغ،
وكان آخر فيلم انتهى من تصويره قبل وفاته يعمل عنوان "سأعود بلا دموع"
ثم اشترك في فيلم "الأقوياء"، الذي مات أثناء تصويره ولم يستطع إنهائه
فأكمله الفنان القدير "صلاح نظمي" بدلاًً عنه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق