بعد فشل كل المنظومات الإصلاحية .. تاريخ إصلاح التعليم بالمغرب

سياسـة واقتصـاد..

تعليمنـا الـذي ...

بعد فشل كل المنظومات الإصلاحية .. تاريخ إصلاح التعليم بالمغرب

الوقائـع بريـس: الصغيـر محمـد الجبلـي

يرى بعض المهتمين والمتخصصين في تاريخ  إصلاح التعليم ببلادنا  أنه كثير وغزير، غير أن ذلك مطبوع بالطابع السياسي اليومي؛ و لذلك لن تجد تصورات كبرى و مؤسسة لدى الفاعلين السياسيين، على عكس ما خلفته الوزرات المعنية بالتعليم ، و الباحثون القلائل الذين خاضوا في الموضوع،

كما أن تصورات المغاربة للإصلاح غير دقيقة و غير واضحة: ماذا يعني المغاربة بإصلاح التعليم؟ إنهم يتحدثون عن إصلاح التعليم منذ حكومة البكاي إلى اليوم ، وكل وزير في التعليم له إصلاحاته الخاصة ، بل قد تجد إصلاحات الوزير ليست هي إصلاحات الحكومة التي ينتمي إليها، و إصلاحات الحكومة ليست هي ما صرحت به في تصريحها الأول أو وردت في مخطط ما، وقد مر إصلاح التعليم ببلادنا بالعديد من المراحل وهي كما يلي:

المرحلة الأولى (1956-1963)

وزراء التعليم خلال هذه المرحلة هم:

محمد الفاسي، عمر بن عبد الجليل، عبد الكريم بنجلون، رشيد ملين

المرحلة الثانية(1964-1972)

 وزراء التعليم خلال هذه المرحلة هم:

يوسف بلعباس، محمد بنهيمة، عبد الهادي أبوطالب، حدو الشيكر، قاسم الزهيري، عبد اللطيف الفيلالي، احمد رضا اكديرة، محمد شفيق، مامون الطاهري، أحمد العسكي.

المرحلة الثالثة (1973-1983

وزراء التعليم خلال هذه المرحلة هم:

محمد الفاسي الفهري، الداي ولد سيدي بابا، عبد اللطيف بنعبد الجليل، محمد بوعمود.

المرحلة الرابعة (1983-1994):

وزراء التعليم خلال هذه المرحلة هم:

عز الدين العراقي، محمد الهيلالي.

المرحلة الخامسة (1994-1998)

وزراء التعليم خلال هذه المرحلة هم:

الطيب الشكيلي، محمد الكنيدري. رشيد بلمختار.

المرحلة السادسة (1999-2013

وزراء التعليم خلال هذه المرحلة هم:

مولاي إسماعيل العلوي، عبد الله ساعف، حبيب مالكي، أحمد اخشيشن، لطيفة العابدة، محمد الوفا.

المرحلة السابعة 2013 إلى؟؟

في هذه المرحلة تم اختيار الأستاذ رشيد بلمختار الذي له تجربة في قطاع التربية والتكوين، والذي جاء حاملا معه هم سد الفجوة الرقمية في المدرسة العمومية المغربية، خاصة في الأسلاك الأولى والمتوسطة، نتمنى أن يسير بهذه الإستراتيجية إلى شاطئ النجاة من أجل إنقاذ، وإصلاح منظومة التربية والتكوين. علما أن التقرير الأخير الذي صدر عن المجلس الأعلى للتعليم رسم صورة تحمل الكثير من الاختلالات عن واقع المدرسة المغربية خلال العشرية الأخيرة من تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين.

ومن أبرز الخلاصات التي يحملها هذا التقرير في مجال الحكامة تأكيده على أن الإشكال لا يكمن في مصداقية ما دعا إليه ميثاق تر. تك. بخصوص اللامركزية والاستقلالية في الأكاديميات والجامعات، بقدر ما هو مرتبط  بظروف التفعيل، وطريقة اشتغال الفاعلين، وهيكلة المنظومة، والتواصل بخصوص أهداف الإصلاح. السبب يكمن في غياب منظور وهندسة شمولية لمنظومة التربية والتكوين.

ومن أقوى النقط التي دافع عنها التقرير" البرنامج الاستعجالي" في الشق المتعلق بالبنيات الأساسية، وتعميم التمدرس لكن ذلك لم يبلغ مداه حيث الأهداف المسطرة في هذا البرنامج.

13 ألف: رقم مخيف

كشف التقرير عن وجود 13 ألف من الفرعيات الابتدائية في الوسط القروي  تستوعب ما يزيد عن 01 مليون تلميذة وتلميذ لا تتوفر على بنيات أساسية معلوماتية، بل إن أغلبها يفتقر للتجهيزات الكهربائية، وتحدث التقرير كذلك عن الأمية الرقمية التي يصعب تجاوزها في المستقبل القريب، خصوصا حينما تضاف إلى الأمية المتفشية والتأخر الملحوظ في محوها وتجفيف منابعها.

من خلال هذه الكرونولوجيا، وهذا العدد الهائل من الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة المعنية، وهذا التغيير في الأسماء والهيئات السياسية أثر بشكل سلبي على إصلاح المنظومة التعليمية وعلى منهجية وإستراتيجية الإصلاح، إذ نجد أن لكل وزير رؤيته الخاصة للإصلاح، رغم تعاقب هذا العدد الكبير من الوزراء إلا أن التعليم قد تحسن بشكل ملموس في عهد بعض الوزراء الذين حاولوا الإصلاح بمقاربة شمولية ومندمجة، لكنهم قلة قليلة.                                                                 

Tweet