google.com, pub-6282892942598646, DIRECT, f08c47fec0942fa0 الزاوية التاغية معقل المقاومة والنضال المزابي بابن احمد الصامدة | الـوقـائـع بـريــس
الرئيسية » » الزاوية التاغية معقل المقاومة والنضال المزابي بابن احمد الصامدة

الزاوية التاغية معقل المقاومة والنضال المزابي بابن احمد الصامدة

كتبـه maafennan السبت، 23 أغسطس 2014 | 1:00:00 م

جهويـات..
ذاكــرة وتاريـخ
الزاوية التاغية معقل المقاومة والنضال المزابي بابن احمد الصامدة


معلمة من معالم الشاوية العليا في مدينة ابـن أحمـــد
الوقائـع بريـس       
خلال فترة عصيبة من تاريخ المغرب، فرّ فقيه ورع بدينه وعلمه وقراءاته السبع المتواترة، وطلبته، متفرغاً للعلم، منقطعاً للعبادة والإقراء، إلى بقعةٍ مهجورةٍ تغطيها المستنقعات والأعشاب الطفيلية، وتقيم بها طائفة منبوذة من مرضى الجذام، يتسولون نهاراً بالقرى المجاورة، ويأوون ليلاً إلى جوار هذه المستنقعات التي كان يطلق عليها " بئر المجذام".
في هذه البقعة نصب الفقيه خيمته، وأسس مدرسته القرآنية، ومسجده الذي تحيط به حالياً قبور ذريته وبعض طلبته ومحبّيه ومريديه، الذين التحقوا به من مختلف القبائل، ثم أحاطت به على مرِّ السنين مساكن الأبناء والأحفاد والأسباط، على مدى قرنين من الزمن، فتكونت قرية صغيرة أطلق عليها " الزاوية "، لتفرغ أهلها للعلم والعبادة، والكسب الحلال عن طريق فلاحة الأرض وزراعتها.
فأين يوجد موقع هذا الرباط القرآني الذي أسسه الفقيه الفار بدينه أحمد بن مسعود ابن أحمد بن عبد الله" عبو أو عبده كما ينطقه العامة "بن العايدي بن الشرقي، بن محمد بن أحمد بن علي الدرعي الحمداوي؟؟

الزاوية التاغية أو دار القرآن ...ثلاثة قرون في حضن قبائل امزاب المجاهدة

تقع الزاوية التاغية في دائرة " ابن أحمد " بقبيلة "حمداوة "التي احتضنتها على مدى ثلاثة قرون، قبائل "مزاب" المجاهدة، على بعد ثمانين كيلو مترا إلى الشرق من مدينة الدار البيضاء، في الطريق إلى بني ملال على هضاب الشاوية العليا (العلوة)، وتحديداً في السفح الذي يقع عند تقاطع طريق سيدي حجاج - الكارة، مع طريق برشيد- تادلا.

ابن احمد أو قبائل مزاب ... امتزاج من كل الأعراق المغربية الأصيلة

لم تكن مدينة "ابن أحمد" في عهد الفقيه أحمد التاغي الحمداوي، رحمه الله تعالى، موجودة، وإنما مجموعة قبائل "مزاب" المنحدرة من امتزاج كل الأعراق المغربية الأصيلة :من " مصمودة البرانس" التي أسست بالشـاويـــة، أو"تامسنا" كما أطلق عليها سابقا قبيل الإسلام وصدره، دولة " برغواطة "، ثم من "صنهاجة البرانس"، المرابطين الذين فتحوا المنطقة وأعادوا أسلمتها وطهّروها من بقايا كفريات برغواطة، ثم اختلطوا بأهلها، وتوفي مؤسس دولتهم، عبد الله بن ياسين، فيها بتاريخ 24 جمادى الأولى سنة 451 هـ ، ودفن بقرية من قراها تدعى " كريفلة "، ومن " زناتة بني مادغيس البتر" الذين عرّبهم الهلاليون وأسسوا دول بني يفرن، ومغراوة وبني مرين.
كما هاجرت إليها في القرنين الرابع والخامس الهجريين وما بعدهما قبائل عربية عديدة مثل قبائل بني هلال، وسليم، ومعقل، ورياح، وجُشَم، بمختلف بطونها وأفخاذها، وتكاثرت هذه القبائل وأتمت أسلمة المنطقة وتعريبها، وتكوّنت منها القبائل الحالية بشعبها وبطونها، وبما تتميز به من شيم رفيعة، شجاعة وكرماً ومروءة وأنفة .

قصبة ابن أحمد بوابة الأطلس المتوسط معقل اسود المغرب الضارية

كانت المنطقة مغلقة أمام النفوذ الأجنبي، إلى أن استوطنها تاجر يهودي، فرنسي الجنسية بإذن من السلطان سنة 1865م، بحجة ربط علاقات تجارية مع الدواخل، وغايته الحقيقية دراسة المنطقة والتجسس عليها.
منذ ذلك الحين أخذت أطماع الإستعمار تتجه إليها، بسبب موقعها الاستراتيجي، وكونها بوابة الأطلس المتوسط معقل أسود المغرب الضارية، والبعد الأمني للدفاع عن الشاطئ الأطلسي، مما جعل السلطان يكلف القائد "ابن أحمد" الحمداوي بتشييد قلعة عسكرية (قصبة) ما بين سنتي 1875م - 1880م فأسسها وأقام حولها التحصينات المنيعة، ومخازن الذخيرة والمؤونة بما يكفي الجنود والمتطوعة في حالات الحرب والسلم، ثم تجمعت حول هذه القلعة بالتدريج خيام ومساكن بسيطة، و"نوايل"، ودكاكين للتجارة، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين ، مما كوّن قرية يكاد يبلغ عدد سكانها ألفاً وخمسمائة نسمة، أطلق عليها " قصبة ابن أحمد " باسم مؤسسها.

الفرنسيون جعلوا من ابن أحمد فيلاجا أوربيا بكل المقاييس

عندما احتل الفرنسيون المنطقة سنة 1908م، هدمت القلعة العسكرية، وبقيت القرية قائمة، فحولها الاستعمار إلى مركز لحماية احتلاله الشاوية والدار البيضـاء، ولمواصلة غزوه مناطق تادلا والأطلس المتوسط.
في هذه الفترة بدأ التشكل المعماري الحالي لمدينة " ابن أحمد " على جانبي " الوادي الأحمر " الذي يقسمها قسمين :
1- قسم على السفح الشمالي للوادي، هو الحي الأوروبي وبه الإدارة الفرنسية، ومكتب الحاكم الأجنبـي (المراقب المدني )، وهو عادة ضابط فرنسي يساعده قائد مغربي، وترجمان جزائري، وحول الإدارة الفرنسية بنايات عصريـة، ومركز للدرك الفرنسي وكنيسة، ومقاه ومطعم عصري واحد، وصيدلية واحدة، وسينما تعرض مرة كل أسبوع، وسوق شبه عصري لبيع اللحوم والأسماك والخضر، ومسبح بلدي يمنع من دخوله المغاربة والكــلاب، وحانتان للخمر مفتوحتان في وجه المغاربة، إحداهما في وسط المدينة والأخرى خارجها على بعد ميل واحد في الطريق إلى الدار البيضاء، في منطقة "فرياط" التي يطلق عليها حالياً "نقطة إكس" .
أمّا السفح الجنوبي للوادي الأحمر، فقد امتلكه معمر يهودي فرنسي الجنسية يدعى "جوزيف"، جزأه مساكن شعبية بسيطة مزدحمة، باع معظمها وأجّر بعضها للمواطنين، فسمّي باسمه " درب جوزيف ".

قبائل مزاب وملاحم الوطنية والمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي

ركّز الفرنسيون جهودهم عند احتلالهم المنطقة على مصادرة الأرض من أصحابها الذين استماتوا في التمسك بها والدفاع عنها، مما اضطر سلطة الاحتلال إلى اعتقال أعيان القبائل وإذلالهم بالجلد والضرب أمام نسائهم وأبنائهم وأقاربهم. ثم تطورت أساليب الإهانة والإذلال بإخراج المعتقلين كل يوم في صفوفٍ متراصةٍ مكبلين، إلى الشوارع يكنسونها، وإلى جمع أزبال الحظائر والمساكن، يسوقهم عسكري فرنسي في يمينه السوط وعلى كتفه البندقية.
ثم لجأ الفرنسيون عند فشل هذه الأساليب إلى إبعاد " رؤوس الفتنة"، كما أطلق عليهم، إلى المدن النائية ومصادرة أراضيهم.
بهذه الوسائل وغيرها استطاع الاستعمار سنة 1922م أن يسيطر على ما مجموعه 4819 هكتاراً من الأراضي الخصبة، ويوزعها على ثلاثة عشر معمراً فرنسياً (يهودياً ومسيحياً)، ثم في سنة 1933م بلغت المساحة المغتصبة 13000 هكتار وبلغ عدد المعمرين الفرنسيين بالمنطقة 44 معمراً.
وفي سنة 1915م مدّ الفرنسيون إلى " ابن أحمد " خطاً حديدياً أوصلوه إلى وادي زم ولكن بعد حين تم تحويله عن " ابن أحمد " وأوقفوا بذلك حركة التطور الاقتصادي والتنمية بالمنطقة كلها.
هكذا تحول " ابن أحمد " إلى مدينة شبه عصرية أخذت تنمو ببطءٍ بفعل النشاط الاقتصادي الاستعماري والهجرة القروية إليها، فبلغ عدد سكانها سنة 1952م حوالي 4.328 نسمة، ثم في عهد الاستقلال بلغ عدد سكانها 6.650 نسمة سنة 1966 ، وفي سنة 1971 بلغ عددهم 15.808 نسمة.
وفي أواخر الثلاثينات من القرن العشرين الميلادي أخذ سكان المنطقة يفيقون من هول صدمة الاستعمار، ساعدهم على ذلك تسرب الأفكار الوطنية إليهم بواسطة أبنائهم الذين تخرجوا من جامعتي " القرويين" بفاس و"ابن يوسف" بمراكش، فتحول " ابن أحمد " إلى مركز للحركة الوطنية في المنطقة كاملة على يد مجموعة قيادية سرية مكونة من أربعة أعضاء هم الأساتذة: التاغي بن الحاج المعطي، وأحمد البوزياني، ومحمد بن الحاج المهدي مطيع، ومحمد الحمداوي السنـي، وكلهم من أحفاد الحاج أحمد التاغي.
فما لبث أن تكونت في كل شعب قبائل مزاب وحمداوة وبطونها خلايا الحركة الوطنية التي تحوّلت فيما بعد إلى "حزب الاستقلال" ثم تحوّل كثير من أعضائها سنة 1953م إلى المقاومة المسلحة ضد الاستعمار.

عن موقع الزاوية التاغية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

لروح الممثل الراحل محمد البسطاوي

افتتـاحيـة

افتتـاحيـة
الوقـائـع بـريـس

وردة تبكي بليغ في بودعك


حامد مرسي دنجوان عصره


البدوية القتالة سميرة توفيق


لاني بنايم ولاني بصاحي أبوبكر سالم


بليغ وأم كلثوم لقاء الملك بالست


الرائعـة فايـزة أحمـد


عندما يتسلطن الموسيقار العميد


يا عطارين دلوني غناء أحلام


"ثلاثي التشخيص الراقي في "وجع التراب



لماذا لم يعد المغاربة يذهبون إلى السينما؟

لماذا لم يعد المغاربة يذهبون إلى السينما؟
ملف الوقائـع الأسبوعي

تابعوا الوقائع على فايسبوك

الوقائع بريس

مـن هنـا يبـدأ الخبـر الفنـي مـن الوقائـع بريـس ..

لمـاذا الوقـائـع بـريـس؟

مـن نحـن؟