جهويـات..
جهـة الـدار البيضـاء الكبـرى..
مديونة المدينة المغبونة؟؟
الوقائـع بريـس: محمـد الصغيـر الجبلـي
من مزبلة مديونة، وصمة
العار على جبين هذا الإقليم، الحديث النشأة، إلى نزلاء المركز الاجتماعي دار
الخير، إلى مرضى مستشفى الأمراض العقلية، بتراب الجماعة القروية سيدي حجاج واد
حصار، الذي تعاقب على تسيير إدارته كل من وزير الخارجية السابق، السيد سعد الدين
العثماني، والسيد إدريس الموسوي، مدير جناح 36 بالمستشفى الجامعي ابن رشد بمدينة
الدار البيضاء. إلى الجانحين والأحداث بمركز حماية الطفولة بتيط مليل، إلى ضحايا
مستنقع مرشيش بالمجاطية. إلى البرك الآسنة المُعدة لابتلاع الأطفال بمنطقة
الهراويين؟ في انعدام كلي لقنوات الصرف الصحي، وغياب شامل لكل ظروف العيش الكريم،
والبركة النثنة التي تنقل كل أنواع الحشرات والروائح الكريهة إلى الثانوية
التأهيلية خديجة أم المؤمنين.
في انتظار تشكل قطب ديمغرافي جديد بهذه المنطقة الآهلة
بالسكان أصلا؟ حيث أعطى جلالة الملك انطلاق مشروع الفضل، الذي يعتبر أكبر مشروع
يدخل في إطار محاربة السكن الصفيحي على صعيد المملكة. ( حوالي 46 ألف و 900 أسرة )
لسكان كاريان سنطرال، مهد المقاومة والنضال بالحي المحمدي، كما أشرف جلالته على تدشين مركز للتكوين في مهن
إصلاح السيارات بحي سيدي عثمان (عمالة مقاطعات مولاي رشيد)، ومركز اجتماعي ثقافي
لتكوين وإدماج الشباب بجماعة الهراويين، التي هي تقاطع بين عمالة مولاي رشيد
وإقليم مديونة، بدل إنجاز مشروع سكني كما هو حال مشروع الحسن الثاني الذي لا
يستجيب للمواصفات المعتمدة في جودة السكن اللائق؟
كما أن بهذا المركز قاعة متعددة الاختصاصات وأخرى
للتعليم الأولي، وبهو للاستقبال والعرض، ومرافق أخرى مثل قاعة للموسيقى،
والإعلاميات، والدعم المدرسي والتوجيه البيداغوجي.
ألا يستحق هذا الإقليم
أناسا شرفاء مخلصين، نزهاء طيبين، محكمين ضمائرهم، ومعتمدين الحكامة الجيدة
يخدمون بها الوطن أولا، والجهة ثانيا،
والإقليم ثالثا، والجماعة الترابية، التي ينتمون
إليها رابعا، والدائرة خامسا، والحي سادسا، والدرب سابعا، والزقاق ثامنا،
والدوار تاسعا في إطار استراتيجية القرب، ومصالحهم الشخصية عاشرا، مستلهمين قول
الله عز وجل ــ يوثرون على أنفسهم ولو
كانت بهم خصاصة ــ ويسيرون الشأن العام بكل صدق ونزاهة وبكل شفافية، وديمقراطية
تشاركية؟ بدل استهلاك نفس المنتوج، الذي تعيد إنتاجه الماكينة الانتخابية المحلية،
التي أصبحت في حاجة ماسة إلى استبدال قطع
الغيار المتآكلة، التي عطلت عجلة التنمية عن الدوران، والإنتاج الجيد، والمردودية
ذات الجودة العالية، وليس مثل الماكينة الألمانية التي يعرف الجميع نتائجها
الجيدة. هم يلعبون في الميدان، ومربع العمليات، ونحن نلهو في البرلمان، ونعبث في
أموال الجماعات؟؟ هم يسجلون الأهداف في المحافل العالمية، ونحن نسجل النقط الضعاف
في التقارير الدولية.
أليس من حق كل سكان هذا الإقليم العيش الكريم؟ لأن
المواطن المديوني يحتاج كإنسان إلى الحق في الشغل المحترم، والحق في التعليم
الجيد، الحق في السكن اللائق، والحق في الصحة الجيدة، والحق في الحرية وفي
التعبير، والحق في الأمن والاستقرار، والحق في البيئة السليمة، والحق في الفن
كقيمة جمالية، وسامية من خلال تشييد وبناء قاعة سينمائية أو قاعة للمسرح مثل مسرح
محمد الخامس بالرباط، أو مسرح محمد السادس بالدار البيضاء. ولن يتحقق هذا الحلم
على أرض الواقع إلا إذا احترمنا بعضنا بعضا دون إقصاء، ودون عنف، ودون مواجهة، دون
حكرة، دون اضطهاد، دون استغلال النفوذ والسلطة، دون وشايات كاذبة مدفوعة الثمن،
ودون صراع لأننا جميعا مواطنين مغاربة،دون سرقة المال العام؟ فأي اختلاق للاصطدام
بين أبناء الشعب المغربي بكل أطيافه، وتنوعه سيعطي المشروعية للفاسدين، والمفسدين
المستفيدين المرور على جثت الشرفاء والأخيار، وآنذاك سيخفت نور الحق ويعم الظلام ،
وسننتظر سنوات، وسنوات أخرى عسى أن يأتي الله بالفرج. خاصة أن مؤهلات الإقليم،
وخيراته بحاجة إلى استغلال منصف، وعادل من خلال
المثلث الذهبي تيط مليل، لهراويين، مديونة، كقاعدة للاقتصاد المحلي،
والجهوي، ومحور المجاطية ولاد طالب، وسيدي حجاج ولاد حصار كقطب جاذب ومستقطب
للاستثمارات الوطنية، والدولية، وبتظافر جهود الجميع ستتحقق التنمية المحلية، وستبرز الطبقة المتوسطة الحقيقية، بدل بروز فئة
هجينة اغتنت بطرق غير مشروعة، ومن كل أنواع الريع، والواقع يؤكد هذه الحقيقة؟؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق