سياسـة..
من ذاكرة نقابي
محمد عطيف عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل يتذكر
الوقائـع بريـس
تعود هذه الصورة إلى شهر مارس من سنة 1998، وهو الشهر الذي شهد حدثا غاية في الأهمية ببلادنا، وهو تشكيل حكومة التناوب برئاسة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، ذلك أنه بعد أيام قليلة من تنصيب هذه الحكومة ( 4 مارس 1998 ) دعا خالد عليوة وزير التنمية الاجتماعية والتضامن والتشغيل والتكوين المهني المركزيات النقابية، ومن ضمنها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى مناظرة حول الحوار الاجتماعي بالرباط إستمرت يومين ( 18-19 مارس 1998).
لقد حضرت رفقة الصديقين العزيزين علال بلعربي وعمر بن بادة المناظرة، وكلنا أمل في أن تدشن مرحلة جديدة، يرتقي فيها الحوار الاجتماعي ببلادنا إلى المستوى المطلوب، من حيث الجدية والنجاعة والمردودية، خاصة وقد علقت الطبقة العاملة وقتها، والشعب المغربي عموما، آمالا عريضة على هذه الحكومة التي كانوا يعتبرونها حكومة إنقاذ البلاد، وحكومة إعادة الاعتبار والكرامة والحقوق للمواطن المغربي.
دخلنا القاعة، قد كانت ممتلئة بأطر الوزارة ومفتشي الشغل وممثلة عن وزارة التشغيل بفرنسا، وكنا قد أعددنا كلمة سيلقيها لاحقا باسم منظمتنا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الأخ علال بلعربي. وبعد لحظات حضر وزير التشغيل خالد عليوة، وجلس في المنصة، ثم بدأ يتلو كلمة الآفتتاح. وهنا كانت المفاجأة - بل الصدمة - حين بدأ يتلو كلمته باللغة الفرنسية وراء آندهاش الحضور، فلم أتمالك نفسي، وعند أول فرصة تناولت الكلمة لأنتقد هذا السلوك المنافي للدستور الذي ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، قبل أن يضيف في دستور 2011 اللغة الأمازيغية أيضا ( الفصل 5 )، ومضيفا أنني، وإن كنت أتقن اللغة الفرنسية، فإنني أستغرب ذلك من وزير في حكومة التناوب المشكلة في معظمها من وزراء ينتمون إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي ظل ينتقد هذه الظاهرة في أدبياته وصحافته سنوات عديدة، وزير يتقن جيدا اللغة العربية ولم يكن في حاجة إلى اقتراف خطأ فادح كهذا، وفي ظرف كان مفتوحا على كل الآمال التي بدأت تتلاشى الواحد تلو الآخر.
وبالفعل، ومع كامل الأسف، فقد استمرت حكومة التناوب أربع سنوات - 1998 - 2002 - دون أن تحدث التغيير المنشود الذي انتظره الشعب المغربي طويلا، والذي لا زال ينتظره إلى اليوم، تغيير يعيد الاعتبار للغتنا وهويتنا ومواطنتنا، ويحقق للشعب المغربي الكرامة والديمقراطية.
زاوية يكتبها: محمد عطيف
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق