تلفزيــون..
هل حان الوقت ليعترف الوطن بكفاءاته ؟ا
الوقائـع
بريـس/ الـدار البيضـاء:علـي مسعـاد
أوردت، القناة الفرنسية 2، في
إحدى فقرات نشراتها الإخبارية، في الأيام القليلة الماضية، روبوطاجا صحافيا، عن
إقدام عمدة إحدى المدن الفرنسية، على تخصيص منحة مالية مهمة، لفائدة المتفوقين
والمتفوقات الحاصلين على أعلى معدل، في امتحانات البكالوريا، لسنة 2014.
الروبورطاج، تضمن وجهات نظر المعنيين
بالأمر والذين تباينت واختلفت آرائهم حول أهمية ودور القيمة المالية، في تشجيعهم
على التحصيل العلمي والدراسي والحصول على الشواهد العليا، عن جدارة واستحقاق، في
زمن لا يؤمن إلا بالكفاءات والشواهد و كذا في مساعدتهم على الحصول على تحقيق
رغباتهم وطموحاتهم منهم من يرغب في شراء حاسوب ومنهم من يرغب في لوح ذكي ومنهم من
لديه رغبة في السفر بعيدا عن فرنسا وهناك
من لديه النية في التسجيل في المعاهد العليا.
وهي بادرة حسنة، من وجهة
نظري، على الأقل، فهي تستحق التأمل والاقتباس، ليس لأنها فكرة غير مسبوقة وفريدة
من نوعها ولكن لأنها، بكل بساطة، لأنها تزرع حب العلم وتزرع روح العمل والاجتهاد
والدراسة لدى الشباب. وهذا لعمري، هو ما نحتاجه، اليوم قبل الغد، في زمن الماديات
والكماليات والحياة السهلة وفي زمن يعرف عزوف فئة عريضة من الشباب عن القراءة
الحرة وعن التحصيل الدراسي والبحث العلمي.
ولأننا قد عشنا، قبل أيام،
عرسا احتفاليا جماعيا،عبر القناة الثانية ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع
الإلكترونية والإذاعات الخاصة، على وقع خبر حصول التلميذة هدى النيبي، وهي من (مواليد سنة 1996 ) من مدينة الدار البيضاء
(نيابة سيدي البرنوصي)، على أعلى معدل في امتحانات الباكلوريا لدورة 2014، حيث
تمكنت، هذه الأخيرة، من الحصول على معدل 19.54 /20 ، وهي أعلى نقطة في مستوى
الباكالوريا للموسم الدراسي الحالي (مادة الرياضيات التي حصلت فيها على معدل
20/20، وعلوم الحياة والأرض التي حصلت فيها على 19.25 والفلسفة 18 وفي الفيزياء
والكيمياء 19.75).
هذا على الرغم من أنها تعيش
يتيمة الأب ومع ذلك استطاعت أن تنتزع الاعتراف بها ، كتلميذة مجدة و مجتهدة ، في
ظل ظروف اجتماعية قاسية و صعبة، تجاوزتها بالكد والدراسة والعزيمة والإرادة
والرغبة والتحدي وهي القيم التي أصبحنا نفقدها هذه الأيام.
فإذا كانت تقول المؤشرات
الأخيرة ، التي قامت بنشرها وزارة التربية الوطنية بأنه فاقت نسبة النجاح في الدورة العادية معدل 44 في المائة، حيث بلغ
عدد الناجحين ممن اجتازوا هذا الامتحان الإشهادي 156 ألفا و 429 تلميذا وتلميذة وبأن التلميذات تفوقن على
التلاميذ، حيث ناهز معدل الناجحات 43 في المائة، فيما بلغت نسبة الناجحين 36 في
المائة فقط وأن حالة الغش قد انخفضت
بمقارنة مع العام الماضي، فإنها بحق حقائق تثلج الصدر ولا ينقضها، إلا مبادرات من
هنا وهناك، من رؤساء الجماعات الحضرية والقروية، لاستقبال هؤلاء المتفوقين
وتكريمهم في حفل يحضره آباء وأولياء التلاميذ والأساتذة والأطر التربوية والإدارية
وتمكينهم من منحة مالية مهمة، لتحقيق طموحاتهم ورغباتهم الشبابية، كعقول وكفاءات
لا تركن إلى الحلول السهلة والاتكالية والغش بل تبحث عن ذاتها، عبر تخطي الصعاب
والعراقيل الذاتية والموضوعية بأرقى السبل.
وفي نفس الوقت، المؤشرات
ذاتها، تدعونا إلى تغيير تلك النظرة القاصرة، عن المرأة، بأنها ناقصة عقل ودين
ولأدل على ذلك هو النقط المحصل عليها، خلال هذه السنة وعلى المكانة التي أصبحت
تبوؤها المرأة في شتى المجالات والقطاعات الحياتية.
تكريم سوف يكون مستحقا،
باعتبارهم نماذج للتلاميذ والتلميذات، الذين سيرفعون راية المغرب في المحافل
الدولية في المجال العلمي والدراسي والأكاديمي.
فنجوم الطرب والغناء و الرقص،
قد أخدوا نصيبهم وزيادة من الاهتمام و الرعاية و الإحتضان و قد جاء الدور، الآن،
على الكفاءات والعقول الشابة ، للاعتراف بها والدفع بها إلى مزيد من العطاء
والبدل، في أفق إدماجهم في سوق الشغل، بكل يسر وسهولة.
فهل، سوف يفكر مجلس مقاطعة
سيدي البرنوصي، على غرار عمدة إحدى المدن الفرنسية، في تخصيص منحة مالية، لهذه
التلميذة أو على الأقل إقامة حفل تكريمي لفائدتها، لنشاركها الفرحة واقعيا كما
شاركنها افتراضيا.
ذلك ما نتمناه، لكل المتفوقين
والمتفوقات في كل ربوع المملكة. وليس للتلميذة هدى النيبي وحدها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق