مســرح..
ضيـف فـوق العـادة
المكسيك ضيف شرف الدورة 26 للمهرجان
الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء
وقائـع بريـس
تم
اختيار المكسيك ضيف شرف للدورة السادسة والعشرين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار
البيضاء لاعتبارات عديجة، منها: علاقة الصداقة والأخوة التي تجمع بين البلدين، وعلاقة
التعاون الغنية التي تربط كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسك، الدار البيضاء، جامعة
الحسن الثاني، المحمدية، الدار البيضاء وجامعة بوييلا بالمكسيك منذ سنوات. ومشاركة عدة فرق
مسرحية جامعية مكسيكية في المهرجان مما أسس لبلورة مشاريع علمية وثقافية بين الجانبين،
ولنضج العلاقات
العلمية والأكاديمية والثقافية بين الطرفين في عدة مجالات.
ويعتبر المسرح
المكسيكي ظاهرة فنية وثقافية وفكرية في تاريخ المسرح الناطق باللغة الاسبانية في أمريكا
اللاتينية، وخصوصا المسرح المكسيكي المعاصر الذي يعتمد على أسس معرفية ومنطلقات فنية
وجمالية جديدة، وذلك بعد استفادته من الموروث الثقافي المكسيكي والإسباني والأوروبي
والإنساني بصفة عامة.
لذلك، نجد معظم
التجارب المسرحية المكسيكية تهدف إلى بناء أعمالها الدرامية بشكل ينسجم وهموم الإنسان
المكسيكي، وتستجيب لطموحاته وتطلعاته، انطلاقا من الوعي بضرورة التغيير والمسؤولية
التي تتجسد في الواقع المكسيكي، ورصد تناقضاته وتحولاته الفكرية والفنية والثقافية
والسياسية، خصوصا وأن هذا المسرح، في إطار بناء مشروعه، كان يؤمن، دائما، بمبدأ أساس
هو أن المسرح، على الرغم من تطور تقنياته وتجاربه النظرية، لا يمكن أن يخضع للتقييم
المعياري الاستعماري للفنون الذي يكرس التبعية ولا يساعد على الابتكار، لأن المرجعية
الكبرى للفن هي الإنسان، الشيء الذي يؤكد
على ضرورة أنسنة الفن المسرحي في جميع الثقافات التي تتعدد فيها وجهات النظر وتختلف
فيها الأساليب التعبيرية والفنية.
لقد عرف المسرح
المكسيكي تحولات فكرية وثقافية وفنية انعكست بشكل واضح على تجاربه المسرحية من خلال
الاهتمام بالطقوس والأصول التراثية (الأزتيك) باعتبارها طقوسا احتفالية جماعية، وعروضا
فرجوية تجمع بين روحية الطقس ورموزه المتكاملة (الاستحضار البدائي والأسطوري والمقدس)
بهدف البحث عن حلول للأزمة الثقافية الغربية التي ولدتها الحداثة وما خلفته من آثار
فكرية ونفسية سلبية في الإنسان الغربي.
يمكن القول إن
المسرح المكسيكي تعتبر من المسارح المعاصرة التي تدعو إلى المثاقفة واكتشاف الآخر،
وإلى الانفتاح الثقافي بين الشعوب في إطار ما يسمى بالتقاء الحضارات أو التلاقح الثقافي،
ولعل ذلك هو ما يفسر رحلة " أنطونان أرطو" إلى المكسيك للاطلاع على مسرحه
الذي يحتفظ على مجموعة من الأدوات والطاقات المادية والروحية المفقودة في الثقافة الغربية
الأوروبية، والتي من شأنها أن تعيد الاعتبار إلى مفهوم الوجود الاجتماعي وإلى العلاقات
التواصلية بين مكونات المجتمع الإنساني، وأن تحقق نوعا من المصالحة مع الكون ومع الآخر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق