سياسـة أمنيـة..
الأمن والمجتمع المدني بالدار البيضاء
محمـد الصغيـر
الأمن والمجتمع المدني بالدار البيضاء
محمـد الصغيـر
عرفت دار الشباب الزرقطوني لقاء تواصليا متميزا نظمته جمعية اتحاد
أنفا بشراكة وتعاون مع النسيج الجمعوي المحلي بعمالة أنفا، والمكون من أنشط
الجمعيات على مستوى أحياء هذه العمالة، وهي جمعية مفتاح الخير، وجمعية أمل بوركون
لهجاجمة، وجمعية وئام أنفا، وجمعية الوصال، بالإضافة إلى جمعية اتحاد أنفا التي
تعتبر من الجمعيات الفاعلة والنشيطة رغم بدايتها وحداثة تأسيسها.
تناولت المداخلات ثلاث محاور رئيسية وهي الأمن بجهة الدار البيضاء
الكبرى، الأمن والصحافة، الحكامة الأمنية، والأمن والتنمية وحقوق الإنسان. في
البداية تحدث العميد المركزي بولاية أمن الدار البيضاء، السيد الحبيب الخراف عن
الأمن ودوره في حياة الإنسان البيضاوي، حيث قارب الموضوع مقاربة شمولية بين من
خلالها نجاعة المقاربة الأمنية الجديدة، التي نجحت في محاربة العديد من الظواهر
الغريبة عن مجتمعنا وعن ثقافتنا، ظاهرة الشغب داخل الملاعب، والتصدي لتنامي العنف
داخل الجامعات، ومحاربة ظاهرة التشرميل في الشارع العام، كما ركز على الاستراتيجية
الأمنية التي تتجلى في الوقاية، وفي الشرطة المواطنة، وفي التكوين المستمر وفي
الاستقبال الجيد وحسن المعاملة التي أصبح المواطن المغربي يلمسها في جل الإدارات.
مداخلة السيد محمد الطالبي صحافي بجريدة الاتحاد الاشتراكي تحدث فيها
عن موضوع الأمن بالدار البيضاء، وظاهرة التشرميل بمقاربة نقدية، اعتمد فيها على
تحميل المسؤولية لكل القطاعات الأخرى التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالأمن،
كما أشار إلى قلة الموارد البشرية، والظروف الصعبة التي يشتغل في ظلها رجال الأمن،
كما ركز على أهمية الأمن في حياة الإنسان المواطن المغربي.
من جهته تطرق السيد نبيل لحبيب، فاعل مدني إلى الحكامة الأمنية،
واعتبرها مدخلا أساسيا لإصلاح المنظومة الأمنية بشكل عام، كما أشار في مداخلته إلى
ضرورة احترام الحريات في إشارة إلى طريقة الحلاقة التي يحبذها عدد كبير من الشباب
المغربي.
بينما كانت مداخلة السيد محمد الصغير، عضو المنظمة المغربية لحقوق
الإنسان التي أشار فيها إلى ربط الأمن بالتنمية وأنهما وجهان لعملة واحدة، فلا أمن
بدون تنمية ولا تنمية بدون أمن، وأكد على أن الأمن حق من حقوق الإنسان باعتباره
الضامن للاستقرار والطمأنينة وراحة البال في كل ركن وفي كل مكان من ربوع هذا الوطن
العزيز.
الجميل في هذا اللقاء التواصلي هو التفاعل الكبير الذي عرفته القاعة،
والتساؤلات المتعددة والمتنوعة التي تتعلق بالأمن وبظاهرة التشرميل وأسبابها، حيث
كانت الإجابات قوية ومقنعة منبعثة من روح المسؤولية، ومن الحس الوطني، والشعور
بالمسؤولية الحقة من طرف كل من السيد محمد المعزوزي رئيس الدائرة الأمنية بدرب عمر، والسيد محمد كابوريم رئيس
الدائرة الأمنية بالروداني، وكل المتدخلين المدنيين الذين أجابوا إجابات صريحة
وواضحة كلما تعلق الأمر بالشأن الأمني وبحياة الإنسان المواطن المغربي في هذه
المدينة المليونية المترامية الأطراف، والمتعددة المشاكل من حي إلى آخر ومن زقاق
إلى زقاق آخر، وخلص الجميع إلى ضرورة إنتاج الأمن المشترك.
فاعل حقوقي
0 التعليقات:
إرسال تعليق