آراء
ومواقـف..
مصر...
بلا زوج
بقلـم: أحـلام
شحـاته
على مدار سنوات طوال إكتوينا
فيها بنار الظلم والقهر والعجز حتى عن الكلام والتعبير عما يدور بخلدنا من ألم وحسرة
ودمار وجاءت ثورة يناير التي تفاءلنا بها- في حينها - وقلنا أنها ستحسن من أوضاعنا
المتردية وتعيد إلينا حقوقنا الضائعة وكرامتنا المهدرة وستعيد لنا -مصرنا أمنا وطننا
إنتماءنا- وأنها ستقضي على النظام الفاسد الذي أفسد علينا الهواء وعلق مصالحنا ووضعها
ليس فقط على الرف .. ولكن - تحت الأقدام- قامت الثورة وسط ذهول الجميع من ظالم أو مظلوم
لأنها زلزلت الأرض تحت أقدام الظالمين ورفعت راية الحرية والنصر والعدل فوق رؤوس المظلومين
ثم.. مر يوم .. وشهر.. ثم عام والعام الثاني مضى على إستحياء دون أن يفي بوعده كل من
وعد ضربنا كفا بكف نظرنا حولنا بحسرة وخوف وتساءلنا لمصلحة من؟ ما حدث ويحدث؟
صرنا في حالة انهيار كامل
وتخبط كمن مسه الشيطان بصرع نفد صبرنا وصرنا أتباعا لكل زاعق نظنه في صفنا ثم نكتشف
حقيقته ونجده مجرد سراب ( يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا)39 النور.
إختلفنا إختلاف البلهاء وليس
إختلاف العقلاء ومررنا بعدها بتجربة فاشلة -بكل المقاييس- ولعله خيرا خرجنا منها بفضل
الله تعالى وجاءت ثورة يونيو لتصحح وضعا خاطئا والآن نحن في مهب الريح ومصرنا أمنا
صارت مطمعا و لابد لها من درع حماية لزوج يرعى مصالحها ومصالح أبنائها ويمنحها الأمان
الذي تصبو إليه لابد لها من رئيس عاقل فاهم واع عالم ببواطن الأمور وظواهرها يخاف الله
فيها وفينا يكون أبا حقيقيا للشعب المصري وإبنا بارا للبلد وجنديا يحميها من الأعداء
ولبقا في الحديث ومهذبا في أخلاقه ليكون قدوة لنا. صحيح الجسم والعقل والقلب ليست عنده
ضغائن ولا أفكارا هدامة يقتدي برسولنا عليه الصلاة والسلام وبالصحابة ويقول لنا: (وليت
عليكم ولست بخيركم أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم) شريطة أن
تكون هذه الكلمات صادقة من قلبه وعقله وليست كلمات جوفاء يرددها كسابقه . نريد رئيسا
بوجه واحد دون قناع زائف و يضع نفسه مكاننا ليشعر بنا يتخذ القرارات السليمة التي تؤدي
إلى التقدم والإزدهار ويفتح مجالات للعمل للشباب ليستثمر طاقاتهم في شيء مفيد حتى لا
تنصرف طاقاتهم إلى الخراب والتدمير والهدم.
نريد رئيسا يستثمر الطاقة البشرية ويحولها إلى إبداع
حقيقي يبهر به العالم الذي ينظر إلينا الآن نظرة تشفي ويجعلنا بستعيد مجدنا السابق
و مكانتنا بين الأمم ولا بد للرئيس القادم بإذن الله أن يتخذ حاشية تخاف الله و لا
يكون هدفها الوحيد هو المنصب والكرسي حاشية خيرة تساعده على مهمته التي سوف يحملها
على عاتقه ليعبر بنا إلى بر الأمان والنجاح ولا يسجن نفسه في برج عاجي بعيدا عن نبض
الشارع ليتابع أولا بأول ما يحدث ويستجب لمطالب الناس التي أعطته رقابها أمانة في يده
. فمن يجد في نفسه هذه الصفات مرحبا به وأهلا ومن لم يجد في نفسه هذه الصفات فليجلس
في بيته ويكفينا ما عانيناه. فالضمير اليقظ لا يجعل لأحد سلطانا عليه إلا الله سبحانه
وتعالى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق