ثقافـة فنـون..
كتابـات
أيام الزمن الجميل
عمـر فلكـي
بونجور... أجمل شيء تتذكره في الصباح وأنت تغسل يداك...
تلك الضربات المبرحة على اليد من طرف قطيب زيتون المعلمة رحمة...تُطبع على يدي الصغيرتين
ألوان حمراء متفرقة كباب السجن...فأعود إلى مقعدي مع ابتسامة مصطنعة أخبر بها زملائي
الشامتين أني لم أصب بأذى...فور جلوسي أشرع في البحث عن أبرد شيء ألصق به يديّ لعل
الألم يخف مع ترديد عبارة كاذبة ماقصحتنيش ههه... محاولا إقناعهم فعلا أني على مايرام...
كنت أعشق أن أحرس القسم في غياب الأستاذ... فقد كانت حراسة القسم بالنسبة لي وسيلة
للإنتقام من أولئك الأوغاد الذين لا يشاركونني وجباتهم الشهية... كنت أشعر براحة نفسية
وأنا أراقبهم يتوسلون إلى الأستاذ الذي عاد بعد أن إنتهى من مغازلة زميلته كوثر...التي
كانت تدرِس في القسم المجاور...قسمها كان يحتوي على جميلات المدرسة كان هدا يسبب للمعلمة
كوتر مشكل لأن جل التلاميذ أولاد الشعب كانوا يخرجون مسرعين إلى باب داك القسم لمشاهدتهم
خرجات كأنهن عارضات أزياء...كان سي دريس يلزمنا على فصل الجنسين (صف للذكور وصف للإناث)...
كان لزاما الإبتعاد أكثر فإذا اقترب أحدنا من صف البنات أو تحدث إلى أحدهن كان الجميع
يقول (عيب ) وفى داخلهم رغبة دفينة أن يفعلوا مثل سي دريس عندما كان يقترب منهن ب عيون
مبتسمة ...أتذكر أنه يوما سقط مني قلم وعندما انحنيت من أجل إلتقاطه رمقت شيئا غريبا
أسفل تنورة إحدى الزميلات ... المهم أني قضيت الحصة بأكملها أسقط القلم وأعقد حذائي...كان
سي دريس يولي لإحدى التلميذات إهتماما غريبا بعض الشيء...فقد كان ينعزل بها أحيانا
في إحدى الأقسام المجاورة المهجورة... فكنا ننسج بعض الروايات ونربطها بأحداث المسلسلات
المكسيكية التي كنا نتسابق من أجل مشاهدة ألفريدو وهو يقبل خليلته غوادالوبي.....وكالعادة
أحد الأوباش باع بنا... فى اليوم التالى نادى علنا سي دريس فذهبت إليه في فصل فارغ
وكانت هناك تلك التلميدة....جلس أمامنا وتركنا واقفين وفى لغة بين الجد والحزم...
: لماذا تتحدثون عن زميلتكم في السر بأشياء لا يمكن السكوت عنها...، كل ما أفعله يا
أبنائي أني أساعدها في الدروس مع بعض المساعدات الماديه لأن والدها متعسر ويمر بأزمه
مادية... صدقت كغيري ما قال فوقفت صامتا وضميري يؤنبني لأني تحدثت عن زميلتى بالسوء...مرت
سنوات على الحدث حتى وصلنا خبر إلقاء القبض على سي دريس بتهمة التحرش الجنسي حكم على
إثر ذلك بسنتين حبسا مع الإعفاء من الخدمة...
0 التعليقات:
إرسال تعليق