الوقائـع
بريـس
مع السيناريست محمد
نجدي:
مسعود بوحسين .. أو الرجل الذي يسير على ألغام منتهية
صلاحيتها
إلى
وقت قريب كان لي ومعه خلافات على المنظومة الفنية وكيف يجب أن تستقيم، حسب رأيي
القابل للخطأ والصواب معا، كان له رد فعل، مرة انفعالي ومرة يخضع للمنطق الجميل والهادئ،
فلمست فيه - وبصدق طفولي - الإنسان أولا والفنان المثخن بغيرة ناذرة على هذا
الميدان، فمنظومتنا الفنية - أحببنا أم كرهنا - لها من الأوجاع ما يئن لها الجسم
الفني كله، فجاء مسعود بوحسين على رأس نقابة، ليس المطلوب منها فقط أن تعكس هذه
الأوجاع، بل يجب أن تقوم بتشريح هذا الجسم الفني، لتقضي على الداء المسبب لهذه
الأوجاع، وبيقين أعرف أننا لازلنا في البداية، وفي مرحلة التأسيس لمنظومة فنية
سليمة، بداية وتأسيس جاء متأخر أهدرنا فيه من الطاقات كانت ستضيف الكثير لهذا
الوطن، لكن هذا هو قدرنا .
مسعود بوحسين في احدى الاجتماعات |
الآن
وهنا .. يجب أن لا نستسلم لأي قدر يقدمنا خطوة إلى الأمام وعشر خطوات إلى الوراء،
وبوضوح البسطاء، يجب أن نعترف أن قانون الفنان مجرد حجرة أساس لبناء مستقبل فني
لجميع المبدعين، لكنه قانون له من الرغبة الجميلة أكثر ماله من القدرة، وأقصد
بالقدرة، قدرة تجسيده على أرض الواقع، وحتى لو نجحنا في تطبيقه، سيكون عمره قصير
وقصير جدا، لماذا ؟..
لأنه
يحمي الفنان، هذا إذا حماه، في إطار محدود، الذي هو إطار سياسة الدعم، والدعم
هوالمال العام، يعني مال الشعب، والمستقبل الفني المرهون بمال الشعب لا مستقبل له،
بل محكوم عليه بالفناء، لأنه اتكالي، انتهازي ووصولي.
هذا
المثلث لا يمكنه أن يفرز إبداعا حقيقيا وصادقا، كما أنه لا يمكن أن يمنح الأمان
لأي فنان، ولكي ننطلق واقفين يجب أن يكون لنا قانون كباقي الدول التي تحترم فنها وإبداعها
وتاريخها، غدا ستكون لنا قنوات خاصة وسيكون لنا منتجين حقيقيين في السينما والمسرح
باقي الفنون، ماذا أعددنا لهم، لأنهم لاعلاقة لهم بالدعم ولايعترفون ببطاقة الفنان
ولا بقانونه، لأنهم بكل بساطة ملتزمين بأداء الضريبة للدولة، ولهم الحرية في أن
يشغلوا ما يشاءون ..
وما معنى أن تأتي فرق وفنانين أجانب ويتقاضون
أجورهم بالعملة، ولا يتركون في صندوق النقابة أي شيء .. لماذا ؟!.. لأن النقابة
لازالت عندنا صورية فقط ولا سلطة لها، لقد منحونا - وأقولها بحسرة - قانون تجاوزه
الزمن، ولن يكون إلا حبرا على ورق، وبيني وبين المستفيدين من الدعم..الزمن، ومع
ذلك لابد من كلمة حق مسعود بوحسين في رأيي وفي هذه المرحلة، يبقى الرجل المناسب في
المكان المناسب، فلا يمكن أن نحمله ما لاطاقة له به، لكن لازال مطلوب منه ومن
قواعد النقابة الكثير، لكي يتنفس إبداعنا هواء الحرية الحقيقية التي نطمح لها
جميعا.
مع
السيناريست محمد نجدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق