ثقافـة وفنـون..
الوقائـع التاريخـي
عودة
إستيفانيكو الأزموري
تاريخ
مستكشف عالمي لا يعرفه المغاربة
الوقائـع بريـس: سعيـد الخاتـري
الكتير
من المغاربة والعرب يجهلون حقيقة المستكشف المغربي مصطفى بن حدوا الأزموري المعروف
بإستيفانيكو والدي اعترف به الغرب في أوروبا وأمريكا ويعتبرونه مستكشفا عالميا غير
عادي نظرا للصفات التي تميزه عن باقي المستكشفين.
حقيقة
هدا الازموري ضلت لقرون مغيبة عن الذاكرة إلا في السنوات الأخيرة حيت بدا الاهتمام
بعد كتاب مصطفى واعراب استيبانيكوا والعمل الذي قام به الباحث المغربي مصطفى حليفي
بخصوص هده الشخصية حيت أعادوا إحياء شخصية عالمية عبر اللقاءات والندوات.
أتذكر
هنا الندوة التي احتضنتها بلدية أزمور خلال يناير 2009 والتي نظمتها الجمعية
المغربية للبحت في الرحلة بتعاون مع المجلس البلدي وساهم فيها العديد من الباحتين
تمحورت حول شخصية سعيد بن حدوا الأزموري استيبانيكوا وخرجت بتوصيات مهمة للغاية للأسف
لازلت لم تتحقق منها:
• توثيق تراث المدينة،
وتوثيق كل ما كتب عن استيبانيكو.
• ربط علاقات ثقافية مع
مؤسسات أجنبية تهتم باستيبانيكو وبتراث أزمور.
• عقد ندوة دولية في حول
استيبانيكو، بمشاركة باحثين من البرتغال وأمريكا وإسبانيا والمغرب.
• المطالبة بإنشاء مركز
ثقافي تاريخي بمدينة أزمور.
اليوم
في مدينة أزمور قليلون من يعرفون حقيقة الأزموري وهناك جهل لهده الشخصية التي وجب
الرهان عليها لتجعل أزمور قبلة للباحتين والسياح خاصة الأمريكيين والإسبان
والبرتغال عبر استيعاب المسؤولين المحليين لأهمية الرهان الثقافي على هده الشخصية العالمية لخلق نهضة وتنمية
جديدة لمدينة عالمية طالها النسيان والتهميش حتى في ذاكرتها الغنية وفي العديد من
المجالات.
أليس
من حق الأجيال الصاعدة أن تفتخر بالانتماء لمدينة أزمور؟
أليس
من الواجب التاريخي علينا بناء تذكار لهدا المستكشف يؤرخ رحلته ليصبح مزارا للسياح
والباحثين؟
أليس
من الواجب علينا محليا وطنيا تخليد ذكرى سنوية نحتفل خلالها بهذا الهرم؟
فالمغرب
ليس فقط أول بلد في العالم يعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية ولكنه كذلك
البلد الذي أنجب مستكشفا عظيما كان أول من اكتشف مناطق مهمة من الولايات المتحدة
والمكسيك و ظل في طي النسيان طيلة قرون.
والغريب
أن الكثير من المؤرخين والباحثين في أوطاننا العربية والإسلامية لم يسمعوا قط باسم
مصطفى الأزموري رغم أن هذا المكتشف الأزموري أكثر أهمية من الرحالة المغربي ابن
بطوطة الطنجاوي.
لقد
شاءت الأقدار أن يزداد هدا الأزموري في بداية القرن السادس عشر قبل احتلال البرتغال لمدينة أزمور بعشر سنوات
حيت عاش في طفولته بأزمور وخبر التقاليد والعادات وأصبح يافعا ليصبح أسيرا
للبرتغاليين في مرحلة كان يمر منها المغرب بمجاعة خطيرة سنتي 1920-1921 مرحلة عرفت
تهجير ألاف الأزموريين والدكاليين صوب البرتغال وهو ما يؤكد الأصول الأزمورية
للعديد من سكان البرتغال حاليا.
شاءت
الأقدار أن يعيش استيفانكو الأزموري باسبانيا وبياع كعبد لقائد إسباني اسمه أندريس
دولورانتس في سنة 1527ليعيش وسط النبلاء عبدا متميزا بدكاءه ونبوغه وبنيته الجسدية
مما أهله ليكون ضمن بعثة استكشافية إلى العالم الجديد صيف العام 1527 أوفدها
الإمبراطور شارل الخامس قوامها 600 تعرضوا خلالها للأعاصير والكوارث ولم ينج منهم
سوى أربعة كان قائدهم إستيفانيكو المغربي .
هده
الرحلة الاستكشافية عرفت سبع محطات تميزت بالمد والجزر كان خلالها الازموري بطل
حيت يعتبره الدارسون أول أجنبي تطأ قدماه
أراضي جنوب الولايات المتحدة الحالية، ويتصل بحضارة الهنود الحمر (زوني) ويعبر ما
يسمى اليوم بأريزونا، وتكساس، ونيو مكسيكو.
الكثير
من الدراسات والأبحاث والكتب تحدثت عن الأزموري ومميزاته الخارقة كالذكاء والقوة
والتواصل من خلاله استيعابه للغات العربية والاسبانية والبرتغالية وسرعة تعلمه
للغات المحلية جعلت منه قائدا مستكشفا للعديد من المناطق الأمريكية والتي يلجها إنسان
لأول مرة الشيء الدية جعل العديد من الوثائق الغربية خاصة الاسبانية والبرتغالية والأمريكية
تتكلم عن الأزموري وهناك أبحاث كثيرة أنجزت حول هده الشخصية الأسطورية خارج المغرب
ليبقى السؤال الكبير لمادا هدا النسيان المغربي العربي لمستكشف عالمي منسي .
هده
المساهمة المختصرة رسالة للقائمين على الشأن المحلي للاهتمام بذاكرة المدينة لتكون
بمثابة بداية للبحت والتنقيب عن حقائق كبيرة تهم تاريخ أزمور ورجالاته ستشكل نقطة
قوة للترافع من إنصاف تاريخي للمدينة.
يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق