سياسـة واقتصـاد..
تعليمـنا الـذي ...
منظومات إصلاح التعليم بالمغرب
الوقائـع بريـس:محمـد
الصغيـر الجبلـي
عرف المغرب العديد من محاولات
الإصلاح في ميدان التعليم، وكانت هذه المحاولات الإصلاحية تتم عبر مراحل، ومحطات
بصمت تاريخ المغرب التعليمي من أبرزها:
اللجنة الملكية للإصلاح، والتي
جاءت مباشرة بعد استقلال المغرب، وأخذت في رسم معالم الإصلاح في ذلك الزمن منذ
1957
مناظرة المعمورة سنة 1961
مناظرة إفران الأولى سنة 1970
مناظرة إفران الثانية سنة 1980
وسنلاحظ أن كل 10 سنوات تقريبا
كانت هناك محاولات للإصلاح، حتى أواخر سنة 1980 توقفت هذه الإصلاحات لمدة 20 سنة،
بمعنى حوالي ربع قرن، جيل من الزمن المغربي، خلال هذه المرحلة وقعت العديد من
المتغيرات الوطنية، والدولية من أهمها حرب الخليج، وسقوط جدار برلين وتوحيد
الألمانيتين، وما يحمله هذا السقوط، والتوحيد من معاني ودلالات كبرى، أما الأحداث
الوطنية، أولها وفاة الملك الحسن الثاني رحمه الله، واعتلاء الملك محمد السادس
العرش المغربي، وفي سنة 2000 وما حملته من طفرة تكنولوجية على مستوى التعليم حيث
شرعنا في تنفيذ مقتضيات ميثاق التربية والتكوين، الذي وقع عليه إجماع كل مكونات
المجتمع المغربي، تلاه بعد عدة سنوات المخطط الاستعجالي في مرحلته الأولى،
والثانية والمبالغ المالية الضخمة، التي رصدت له، ولم تنعكس بالشكل الكامل اللازم
والمطلوب في أي إصلاح على كل ربوع المملكة من بنيات أساسية وموارد بشرية، أي داخل
المؤسسات التعليمية بمعنى حسب الكفاءة وحرقة الإصلاح والكبدة على فلذات أكبادنا
وبلادنا (صرفت الملايير) دون أن ينعكس ذلك بشكل واضح وصحيح على شكل ومضامين مكونات
منظومة التربية والتكوين، وعلى المحور الأساس الذي هو المتعلم والأستاذ؟؟
السؤال الواضح: هل يمكن إصلاح
التعليم ببلادنا؟؟
الجواب نعم، الإصلاح ممكن شريطة
إصلاح باقي القطاعات التي تتقاطع مع التعليم، وهي كثيرة ومتعددة ومتنوعة في
مقاربتها الإصلاحية.
إذن إصلاح التعليم رهين بالحالة
السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والشبابية الرياضية، والحقوقية،
والديمقراطية، والتنموية بشكل عام، لأن هذا التعليم هو جزء من منظومة يجب أن تكون
متكاملة ومتناغمة لا متعارضة، متفاعلة لا جامدة؟ وأن أي خلل أو تعطيل في أي مكون
هو تعطيل لباقي المكونات الأخرى، وأهمها التعليم. أي أن الإصلاح في ميدان التربية
والتكوين لا يجب أن يبدأ قطعا من ميدان التربية والتكوين بشكل معزول ومفصول عن
باقي الميادين الأخرى.
التجارب والمخططات تعددت
وتنوعت، والملايير رصدت وصرفت، لكن عندما تصدر التقارير الدولية، والوطنية. آخر
هذه التقارير، تقرير المجلس الأعلى للتعليم. نجد أنفسنا في مراتب تخجلنا كمغاربة،
وتضعنا في ترتيب لا يشرفنا في هذا البلد الآمن المطمئن المستقر، الذي نفتخر
بالانتماء إلى تربته رغم اللصوص الذين يسرقون كسرة الخبز وينتزعونها من أيدينا لكي
يرموها لكلابهم بعد خلطها ومزجها باللحم المفروم، وهم يتناولون أجود قطع الحلوى،
ويتاجرون في آلام ومعاناة الطفولة المغربية من خلال استغلالها في ورشاتهم
العشوائية، بدل دفعها وحملها على الجلوس في أماكنها الطبيعية التي هي المقاعد
الدراسية؟؟ لأن التعليم حق من حقوق الإنسان، واللعب والترفيه حق من حقوق الطفل.
الإصلاح ممكن جدا ولكن بمقاربة
شمولية ومندمجة، على الجميع أن ينخرط في هذا الإصلاح لأن المدرسة هي المنطلق وهي
الهدف الأسمى لكل تنمية حقيقية محورها
الإنسان.
ناشـط
حقوقـي
0 التعليقات:
إرسال تعليق