ثقافـة وفنـون..
مهرجــان..
ذ. محمد الخراز: مهرجان أسفي للعيطة ترسخ كموعد ثقافي سنوي وحظى بمنزلة جد محترمة في شبكة المهرجانات الوطنية
من فعاليات حفل افتتاح الدورة 13 للمهرجان الوطني لفن العيطة بأسفي
الوقائع بريس: محمد
الصغير الجبلي
قال الأستاذ محمد الخراز، مدير مديريات المهرجانات في كلمة باسم وزارة
الثقافة، في افتتاح فعاليات
الدورة 13 للمهرجان الوطني لفن العيطة الذي
انعقد مؤخرا بمدينة أسفي:"...انجاز
هذا العرس الفني بمدينة أسفي، هذه المدينة الجميلة والأصيلة التي تروي كتب التاريخ
عن أمجادها ومكارم أهلها، وبطولات أبنائها واستبسالهم في الكفاح الوطني ضد
المستعمر، وكياستهم وحكمتهم في تدبير الشدائد والمحن. مدينة التاريخ و الدين والكرم، والخير، والوطنية
الصادقة. وبمناسبة إحياء ذكرى ثورة الملك و الشعب نستحضر بإجلال وإكبار مساهمات
أبناء أسفي في الكفاح الوطني واسترخاصهم لدمائهم وأرواحهم فداء للوطن، ويكفي أسفي
فخرا أن ثلاثة من أبنائها البررة من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وأضاف الخراز: "إذا كانت
أسفي قلعة من قلاع الوطنية، والنضال فهي أيضا مدينة ولادة أنجبت قمما شامخة في
عوالم الإبداع بشتى أصنافه: في الشعر والرواية والفنون التشكيلية والمسرح. مدينة
أعطت أبناء يشرفون المدينة ويتشرفون بالانتساب لها، أبناء استطاعوا بجدهم، وجهدهم
أن يصبحوا أعلاما وأسماء مرموقة وخالدة في ميادين مختلفة: من عالم المعرفة والتصوف
إلى عالم الدولة و تدبير دواليبها مرورا بعالم الابتكار والمهارات الإبداعية
الخلاقة".
وأكد الأستاذ محمد الخراز بخصوص تجربة
مهرجان أسفي للعيطة:"أن المهرجان الوطني لفن العيطة يحتل مكانة مرموقة في
خريطة المهرجانات المنظمة من قبل وزارة الثقافة، واستطاع أن يترسخ كموعد ثقافي سنوي وأن يحظى بمنزلة جد محترمة في شبكة المهرجانات الوطنية، وذلك
بفضل إحكام تصوره، وإعداده وانجازه من قبل
القيمين على تنظيمه وبفضل الانخراط المدرك
والواعي لفعاليات المدينة بقيمة الثقافة ودورها في بناء الإنسان، ومحمود أثرها على
التنمية والنماء. وليس سهلا أن ينال هذا المهرجان شرف الرعاية المولوية السامية
لصاحب الجلالة سنتين متواليتين. الشيء الذي يدعونا جميعا إلى الحرص الشديد على أن تحقق
هذه الدورة نفس الإشعاع والتألق والتنظيم المحكم لتنال هذا الشرف السامي في
الدورات المقبلة".
ومشيرا إلى "أن قيمة هذا
المهرجان تكمن في سعيه إلى الاحتفاء بموروث ثقافي عريق يمثل مكونا هاما من الذاكرة
المغربية و الثقافة الوطنية الغنية و الأصيلة. موروث متعدد الروافد و المصادر
ويحمل أبعدا فنية و جمالية تدل دلالة صارخة على أصالة الثقافة و فن العيش بمدينة
أسفي ومنطقة عبدة .وأن
التراث الثقافي لأسفي يعد- بحق – متفردا و غنيا و ثريا ثراء ماضيها العريق وحضورها
الباذخ في كل مراحل التاريخ، لذلك يقال في
حقها : تجمع فيها ما تفرق في غيرها: ففي عبدة نشأ فن العيطة ومنها انتشر عبر كافة
سهول المغرب وبطونه. ولأسفي مدرسة متميزة في فن الملحون ونظم الكلام واليها حج
رواد طرب الآلة الأوائل بحثا عن أسرار نوبات و ميازن ومدخرات أهل أسفي الفنية دون
أن ننسى الحضور اللافت للموسيقى الروحية الصوفية، التي كان ولا يزال صداها يتردد
داخل أسوارها وبين دروبها الضيقة ذات الرطوبة الساحرة التي تحمل من خبر لبها إلى
عالم وجداني شبه أسطوري".
ومضيفا: "إن لمدينة أسفي قوي
الحضور، وبالغ الأثر في كتب التاريخ وعند الأدباء والشعراء إذ لا يخلو متن من متون
التاريخ التي تتناول مسار الحواضر المغربية من ذكر أسفي ووصفها بكل ما هو محمود وجميل.
ويكفي هنا أن نسوق كنموذج ما قاله في حقها لسان الدين بن الخطيب في معيار الاختيار
في ذكر المعاهد والديار:" رباط أسفي لطف خفي، ووعد وفي، ودين ظاهره مالكي وباطنه
حنفي الدماثة والجمال والسذاجة والجلال قليلة الأحزان، صابرة على الاختزان، وافية
المكيال والميزان، رافعة للداء بصحة الهواء، بلد موصوف برفيع ثياب الصوف. وبه قرية
الشيخ أبي محمد صالح وهو خاتمة المراحل لمسودات تلك السواحل". أما في باب الشعر
فقد قيل الكثير عن أسفي وقد استوقفتني أبيات جميلة دلني عليها الأستاذ عادل القباج
وهي من إبداع جده الشاعر المطبوع عبد الله القباج حين زيارته لأسفي صيف عام 1921:
يقول الشاعر عبد الله القباج:
ما كنت أحسب قبل رؤية أسفي
أن الشمس بها تلوح و تختفي
بلد على البحر المحيط كغــادة
أهدت جواهرها له بتلطف
فتزينت و تمولت من دره
وتزخرفت بحلاه أي تزخرف".
0 التعليقات:
إرسال تعليق