جهويـات..
جهة الدار البيضاء الكبرى إقليم
مديونة
الله الغني وأنتم الفقراء؟؟
الوقائـع بريـس: محمـد
الصغيـر
من يقرأ التاريخ لا يدخل أبدا إلى
قلبه اليأس، وسوف يرى الدنيا أياما يداولها الله بين الناس، الأغنياء يصبحون
فقراء، والفقراء ينقلبون أغنياء، وضحايا
الأمس أقوياء اليوم، وحكام الأمس مشردو اليوم، والقضاة متهمون، والغالبون مغلوبون،
والفلك دوار، والحياة لاتقف، والحوادث عن
الجريان لا تكف، والناس يتبادلون الكراسي، ولا حزن يستمر ولا فرح يدوم، والدوام
لله الواحد الأحد.
هكذا تأمل الدكتور مصطفى محمود رحمه
الله ذات يوم، حقيقة هذا الكون الذي يمشي بدقة متناهية، لا مكان فيه للخطأ أو
العشوائية، يسير بحكمة حاكم حكيم، وبمراقبة مراقب دقيق وعليم. لا تغمض له عين، ولا
هامش للمناورة معه. الدافع لهذا الاستشهاد، وهذه المقدمة ما يعانيه فقراء إقليم
مديونة، والذين يعيشون على هامش الحياة الكريمة، ويعانون من غياب التنمية،
والعدالة الاجتماعية.
كل الذين اعتقدوا بالخلد والخلود في
هذا الإقليم، كانت حساباتهم خاطئة، وكل الذين مارسوا الحكرة ضد البسطاء والضعفاء،
وظنوا أنهم غير مراقبين، وأنهم يفعلون ما يريدون، دون اعتبار أن فوق كل ذي سلطة
سلطان، ودون استحضار المواثيق والمعاهدات الدولية، ودستور المملكة المغربية،
والخطب الملكية السامية، التي تعتبر خارطة الطريق، والنبراس والموجه والبوصلة التي
يسترشد ويهتدي بها كل من تاه في صحراء هذه الدنيا، وفي غابة هذه الحياة المليئة
بالمتع والمتاهات، والملذات والحافات؟؟ باحثا عن الجهة والقطب الذي سيعيده إلى
جادة الصواب بغية الرجوع إلى الله، والشعور بوخز الضمير وتأنيبه. لكن هؤلاء الذين
مارسوا ظلمهم وجبروتهم وحقدهم الدفين ضد الفقراء العزل، خاب ظنهم، ولم يستوعبوا
قول الله عز وجل " وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون " دون
أن يأخذوا الدروس والعبر من فرعون، وقارون، وهامان، وشمشون إلى معمر القذافي، تحت
الثرى بصحراء سرت مدفون، و الرئيس الهارب زين العابدين بنعلي، في أرض الله
الواسعة مخزون، و الرئيس المخلوع حسني
مبارك، في سجن مزرعة طرة كان مسجون، وعلي
عبد الله صالح بمغريات السلطة مفتون، وزرافة العرب بشار الأسد، قاتل الأطفال،
المجنون، الذي دك حضارة الشام دكا. كل هؤلاء خلفوا وراءهم الآلام، والأحزان،
والمصائب، والفقر، والجوع، والمرضى، والمعاقين، والمشردين المنتشرين، والمشتتين في
ملاجئ دول العالم التي تحترم إنسانية إنسانها، دون أن يعتمدو القيم الإنسانية
النبيلة، المبنية على التسامح، والتضامن،
والتعاون، والتماسك، وعلى الحق في الحياة، الذي هو أقدس حق في هذا الوجود، وعلى
القول المأثور: " دير الخير وسير" كأسلوب في حياتهم اليومية. هاهو
العاهل المغربي يتبرع بدمه من أجل إنقاد حياة فقير، أو مريض كسير، وينصب مستشفى
متنقلا لإسعاف ضحايا القصف الإسرائيلي بغزة، وقبل ذلك مشفى في الحدود الأردنية
السورية لاستقبال الجرحى والمعطوبين لإسعافهم وعلاجهم بما يلزم من الضمير الإنساني.
إن الفقراء بهذا الإقليم استأنسوا
بفقرهم وتآلفوا معه، لكنهم يرفضون الظلم الاجتماعي، والذل، والحكرة السياسية،
ويطالبون بحقوقهم المشروعة في ظل العدالة الاجتماعية، وفي الكرامة الإنسانية.
فمن ينقذ فقراء المملكة من ظلم
هؤلاء؟؟ حتى يعيش الجميع في أمن وأمان،
وسلام واطمئنان، داخل هذا الإقليم بربوع المملكة المغربية الشريفة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق