google.com, pub-6282892942598646, DIRECT, f08c47fec0942fa0 المكنسة السحرية | الـوقـائـع بـريــس
الرئيسية » » المكنسة السحرية

المكنسة السحرية

كتبـه maafennan الثلاثاء، 22 يوليو 2014 | 7:41:00 ص

جهويـات..
                                                                                           الدار البيضاء الكبرى
المكنسة السحرية


الوقائـع بريـس: محمـد الصغيـر الجبلـي
ناذرا ما أستقل الحافلات الرابطة بين الأحياء الشعبية البيضاوية، ومركز المدينة، ساحة الأمم المتحدة بقلب الدار البيضاء، ودائما أحرص على أن أحجز مقعدا للجلوس بالقرب من النافذة المطلة على الشوارع الطويلة والمختنقة، التي تقطعها الحافلات، وأنا أنظر من خلف الزجاج، أرى مسرحيات من مسرح الشعب، وأشاهد أفلاما سينمائية من سينما الواقع، هذا يخطف حقيبة فتاة واقفة على قارعة الطريق تنتظر حبيبها، أو تطلب طاكسي، وذاك يخطف هاتفا نقالا من النوع الرفيع من يد أخرى كانت تكلم والدتها، ويفر على متن دراجته النارية في اتجاه المجهول، وفي غالب الأحيان في اتجاه لعواكش المكتظة؟ وتلك فتاة تنتشل محفظة جيب من وسط طابور من الناس ينتظرون وسيلة نقل عمومي، وآخر اصطدم بسيارة فارهة وسقط بالقرب منها ممسكا بمقود دراجته، متصنعا موت حمار؟  في انتظار أن  ـ يتفاصل ـ  مع صاحب السيارة، وينهض أقوى من بغل.  وهذا شرطي مرور يدقق النظر في أوراق سيارة مواطن يبدو أنه ارتكب مخالفة، وآخرون يصفدون مجرما ويدخلونه إلى سطافيط، وينطلقون كالبرق باحثين عن أمثاله في أحياء مدينة لا تنام. مغامرين بحياتهم من أجل توفير الأمن والأمان لكل مواطنة ومواطن داخل مدينة لا تعرف حدا للنمو الديموغرافي، ولا للهجرة المتدفقة، ولا للجرائم المنظمة أو العشؤائية، ولا لمشاكل النقل والتنقل، رغم وجود ترام، الذي ساهم بشكل كبير في حل جزء مهم من أزمة النقل ومشكل الاكتظاظ والاختناق الذي تعيشه شوارع الدار البيضاء بشكل يومي.
أنا، وأنت، والآخر، نشاهد يوميا حالات كثيرة من هذا النوع وسط مدينة تنغل بالبشر، وبوسائل النقل من كل الأصناف والأحجام. ما يعجبني وأنا جالس في مكاني داخل الحافلة، تلك السيارة الصغيرة، التي ُتخرج من تحتها مكنسة عجيبة دائرية الشكل تكنس بها جنبات الشوارع، وتقتلع ما علق بها من أزبال تراكمت منذ سنوات وتغسلها ـ بالما والشطابة ـ تترك كل شارع مرت منه نظيفا في الأحياء الشعبية، ونظيفا براقا في الأحياء الراقية، نعم براقا دون مبالغة؟؟
لماذا لا يأخذ المراقبون، والمسؤولون الوطنيون، والحساسبية هذه التجربة الممكننة ويطبقونها على العناصر البشرية، التي التصقت بالكراسي داخل مؤسسات الدولة، والتي جثمت على فضائحها، التي أزكمت رائحتها أنوف من في الداخل والخارج، خوفا على حالهم من الافتضاح، آخذين بالمثل القائل ــ خلي داك جمل بارك ــ
لكن إلى متى؟؟ هذا هو السؤال في مدينة كثر فيها القيل والقال، وقل النضال، وتفاقمت  الجرائم، وسرقات الأموال.
نسأل الله تعالى لهذه المدينة العزيزة على قلبنا حسن المآل، ولساكنتها راحة البال، حتى تعكس حقيقة أنها مدينة المال والأعمال، وتنظف كل شوارعها من الأزبال، ومؤسساتها من كل سارق نشال، ومن كل كذاب متسوف ومحتال، وتؤكد أنها فعلا العاصمة الاقتصادية، التي لا يهنأ لها بال، حتى تصبح في مصاف العواصم العالمية، مثل باريس، ولندن، وواشنطن، والرياض، وبكين، وبرلين، وموريال.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

لروح الممثل الراحل محمد البسطاوي

افتتـاحيـة

افتتـاحيـة
الوقـائـع بـريـس

وردة تبكي بليغ في بودعك


حامد مرسي دنجوان عصره


البدوية القتالة سميرة توفيق


لاني بنايم ولاني بصاحي أبوبكر سالم


بليغ وأم كلثوم لقاء الملك بالست


الرائعـة فايـزة أحمـد


عندما يتسلطن الموسيقار العميد


يا عطارين دلوني غناء أحلام


"ثلاثي التشخيص الراقي في "وجع التراب



لماذا لم يعد المغاربة يذهبون إلى السينما؟

لماذا لم يعد المغاربة يذهبون إلى السينما؟
ملف الوقائـع الأسبوعي

تابعوا الوقائع على فايسبوك

الوقائع بريس

مـن هنـا يبـدأ الخبـر الفنـي مـن الوقائـع بريـس ..

لمـاذا الوقـائـع بـريـس؟

مـن نحـن؟