إعــلام..
على هامش اللقاء الصحفي مع الإعلامية المغربية المتألقة بأمريكا فدوى مساط
قصة نجاح إعلامية مغربية بأمريكا بعد معاناة مريرة في وطن يتنكر لكفاءاته
|
الزميلة فدوى مساط
الوقائـع بريـس/ الـدار البيضـاء:علـي
مسعـاد
هناك لقاءات صحافية، عابرة، تفقد توهجها لحظة قراءتها
وتنسى فور الانتهاء منها، لأنها بلا عمق و بلا روح. كما أن هناك، أخرى، تظل حبيسة
الذاكرة والقلب، ولا تزداد مع مرور الوقت، إلا رسوخا وعمقا في الذات، خاصة، إذا
كانت، هذه اللقاءات مع وجوه وأسماء لها
حضورها، الوازن والفاعل، بلا تملق أو ادعاء كاذب، من طينة فدوى مساط، فهي تأسرك،
تأخذ بلبك وقد تدفع بك إلى إعادة قراءتها أكثر من مرة، دون أن يتسلل الملل إلى
نفسك .
هكذا، وجدت نفسي و أنا أطالع، نهاية كل أسبوع ، سلسلة
بروفايلات ومسارات الصحافيين المغاربة العاملين بالخارج، التي دأبت على إنجازها ،
صحيفة " الأيام الأسبوعية "لصاحبها نور الدين مفتاح، ضمن زاوية "
صحافيو العالم المغاربة"، حيث أفردت ، في عددها 624 الصادر، يومه 26 يونيو2
يوليوز 2014، ضمن الصفحة 20 و 21 ، حوارا متميزا مع الإعلامية المغربية فدوى
مساط، رئيسة تحرير القسم الرقمي براديو " سوا " بأمريكا .
حوار في صفحتين، تحدثت من خلاله الإعلامية فدوى
مساط،عن تجربتها الصحافية في المغرب و في أمريكا ، و عن مجال تألقت من خلاله
" التحقيق الصحفي "، حيث قامت بنشر العديد من التحقيقات الصحافية، التي
أثارت الكثير من الجدل و النقاش و جلبت لها العديد من المشاكل في الوسط العائلي،
ما دفعها إلى الهجرة إلى أمريكا، حيث " صدمت، تجيب محاورها يوسف بجاجا عضو
هيئة تحرير الصحفية : بسبب قسوة الغربة و
الوحدة الشاملة التي لم استسلم لها، تسجلت في الجامعة كي احصل على الماجستير وعملت
في البداية بائعة في محل للملابس المستعملة كان يملكه مهاجر فلسطيني بالإضافة إلى
عملي مضيفة في مطعم صيني، كنت أعمل بعد الزوال و في الليل و أذهب للجامعة صباحا كي
أوفر مصاريف الدراسة الغالية " و ذلك بسبب بأنها ": واحدة من أبناء
الشعب، تضيف في موقع آخر من ذات الحوار، تبحث عن باب تدقه و تفلت عبره من المصير
الذي يتربص بأولاد الفقراء الذين لم يدرسوا حينها في مدارس خاصة "، فهي قد
أدركت " أن المغاربة ليسوا متساوين و أن اسمهم العائلي هو ما يحدد كيفية
تعامل الآخرين معهم ، تعلمت أيضا بأنك كلما انبطحت و قبلت أيادي الأسياد تتقدم و
ترتقي و كلما رفعت رأسك ووقفت حاولوا تكسير ظهرك وركوبك ".
ولأن البكاء والتشكي عند أبناء الشعب، يبدو ترفا، في
زمن لا يؤمن إلا بالمصلحة الذاتية ولا مكان فيه للرحمة، فقد كان على الإعلامية
فدوى مساط، التي تحدثت من خلال هذا الحوار
القيم، بكثير من المرارة و الألم ، أن تحفر اسمها بالكثير من العمل والتعب، صحيح،
أن دافعها إلى الهجرة إلى أمريكا، كان عن طريق "الصدفة " كما صرحت، في ذات الحوار الصحافي، وأن ولوجها
إلى عالم "الصحافة " كان بسبب نصيحة أستاذها في اللغة العربية عبد
الكريم القدميري، الذي قال لها بنبرة حاسمة: أنت يا ابنتي ولدت صحافية فلا تختاري
شيئا آخر في حياتك وإلا فشلت وندمت "، فكان أن ولجت سنة 1988 المعهد العالي
للإعلام والإتصال بالرباط والذي تخرجت منه سنة 2002، حيث درست إلى جانب ألمع
الصحفيين المغاربة في المنابر الوطنية و الدولية ك"محمد البقالي، بلال مرميد،
نجلاء بن مبارك، إدريس بناني، خالد الورعي، أمين الكنوني ورضوان الرمضاني وآخرون،
أربع سنوات تعلمت خلالها أن "الصحافة ليست ولا يجب أن تكون عملا مكتبيا أبدا،
تعلمت أيضا أن أكون صوت المقهورين والمسحوقين وأن أتحدث باسمهم .. لقد كان ذلك
سهلا بالنسبة لي لأنني كنت منهم و أعيش مشاكلهم وهمومهم ولدي مخاوفهم و أحلامهم
"، تضيف قائلة في الحوار نفسه، لدى
قررت الإعلامية فدوى مساط، الشهيرة بـ"صحافة التحقيقات الكبرى "، خوض
تجربة إعلامية جديدة في المغرب و هي مازالت بعد طالبة في سنة التخرج من المعهد
العالي للإعلام والإتصال، توجت بالتحقيق الصحفي ، الذي رفضت جميع الصحف نشره،
باستثناء أسبوعية " الصحيفة " سنة 2003 حول " ظاهرة الدعارة "
، كما قامت بإنجاز تحقيق حول" ظاهرتي " الخادمات " و" ظاهرة
التسول "نشرا على التوالي بمجلة
" تيل كيل "، تحقيقات ميدانية تركت أثرا كبيرا في المغرب.
ولأنها، كذلك أي هذه التحقيقات الصحافية، جلبت لها
الكثير من الألم و المرارة والإساءة، حيث كشفت في الحوار ذاته " أتذكر جيدا
إحساسي العميق حينها باليتم في وطن تنكر لي ولم يوفر لي غير خيار ركوب طائرة قاصدة
بلدا يمكن أن يشجعني على المضي قدما في حلمي المهني و ليس إعدامه، بلد يوفر لي
لقمة عيش كريمة .."، فكانت أمريكا ، حيث أنجزت مواضيع كثيرة و متنوعة منها،
أنها غطت ثلاث إنتخابات رئاسية أمريكية كما غطت مسيرة "احتلوا وول
ستريت"، الكتابة للإذاعة ولموقعي راديو " سوا" و قناة " الحرة
"، السبق الصحفي مع منتج الفيلم المسيء للإسلام ، قيامها بمغامرة ارتداء
النقاب لمدة أسبوع في واشنطن لرصد ردود أفعال الأمريكيين، تجربة مراسلة "
المساء" المغربية، تجربة أكسبتها مهارات جديدة وخبرة دولية مهمة، أخرجتها،
على حد قولها، من عباءة المحلية إلى العالمية.
وها هي الآن، بعد حصولها على ماجستير في "صحافة
التحقيقات الكبرى" من جامعة جورج تاون، توجت مسارها الإعلامي، الذي تخطت عبره
جدار الأبواب المقفلة ، بكثير من الصبر والاجتهاد والتفوق، رئيسة تحرير القسم
الرقمي براديو سوا، في مواجهة مع الإعلام الرقمي، الذي غزا وسائل الإعلام
الاجتماعية والذي أصبح " يتطور بسرعة هائلة للغاية على مدار الساعة وليس على
مدار اليوم، وإذا لم يتعلم الصحفي، على حد تعبيرها، المهارت الجديدة التي يتطلبها
هذا الإعلام الجديد فإنه سيلفظ تماما من عالم الصحافة في المستقبل القريب".
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق