إبداعـات أدبية..
كتابـات
ويسترجل
على فتاة!
بقلـم: روان قبلانـي
|
المتن:
إلى (ذكر) يعرف نفسه جيدا:
عندما صدّقتك على حين غرة ربيع عربي،
تخضّب بالاخضرار، وكنتَ أنت من بين كوكبة من فرسان، كانوا إخوة لي، فأنتَ وغيرك لست
اكبر مني في السن كثيرا، كنتُ اصدّق أحلام الثورة والثوار، كنت أؤمن بمجد الحرية والعدالة
والمساواة وتطبيق القانون على الجميع، كنت أرى فلسطين تمر عبر اعتصام، وكنت أرى صدام
حسين في عينيك، كنت مؤمنة بك حقا، امتلأ بروفايلي بصورك وصور غيرك، مرة كنتم معتقلين،
ومرة كنتم معتصمين، ومرة كنتم تهتفون، ومرة كنتم تدبكون، ومرة كنتم تحملون اليافطات،
كنتُ سيفكَ الإعلامي بلا منازع، والبعض نسبني إلى عائلتك من شدة إيماني بك!
لقد غلبني حماسي وكنت اعتقد أن الجميع
يدرك ويرى ما أدرك واراه أنا، إنني حين أمدحك أنت أو امدح الآخرين فأنني امدح أفعال،
امدح أفكار، امدح الحركة الوطنية التي كنت تمثلها مع غيرك، ما عرفت ولا خطر ببالي ابدا
أنك ستستغل كل لحظة ثقة فيك لتحوّلها إلى اتهام توجهه نشابا إلى صدري، لم أتوقع أبدا
أن القذارة المتعششة في العقول يمكن أن تبلغ إلى هذا الحد، وان النفوس تأزّمت عقدها
النفسية وإمراضها المزمنة، لتفسر النوايا بحسب مقاييسها المنحطة، حتى غدت تنفث السموم
على أي فتاة فقط لتشعر بالفوقية التي تغطي عقد النقص والفراغ الداخلي الهائل وعندك!
وتخترع قصة يندى لها جباه أحرار يتبرؤون منك، تقتلع من خلاله آخر غصن احترام لك عندي،
وتتكشّف فيما بعد كل أوراق اللعب، من أنت وما هي حقيقتك الحقيرة الوضيعة، وأي أجندات
تتبع، وأي سيارات امن وقائي تركب، وأي موظفي دولة تلتقي تتلقى منهم التعليمات لتبث
الفتنة والتشكيك، وتوزع نياشين الوطنية والخيانة على مزاجك المريض بجنون العظمة قبل
كل إمراضك العديدة الأخرى، مثل ضرب ناشطات في الحراك، فيدك لم تقتصر علي وحدي، والولوغ
في كل ما يشين من ذم وتحقير للآخرين، رجالا ونساء، فبطشك لم يسلم منه احد، حتى لو كلفك
ذلك حمل وزر الأعراض في الطريق!
ما أسهل النذالة على مدّعٍ خلا من كل
مبادئ الرجولة، ما أوضع الخسّة المضافة إلى سلوكات منافق يبدّل مبادئه وكلامه كل يوم
ويضعها على رف سوبرماركت معروضة للبيع، ما أوضع من يعلّي السقف ليطفّش الناس، ويظهر
بمظهر الشجاع، ويركض خلف الاعتقال الذي سيلمّعه ويجعله بطلا، وهو في الواقع جبان رعديد
يخاف أن يخضع للحق ويعترف بجرمه في حق امرأة يرتعب من أن (تلطشه كف) على الدوار الرابع،
تناوَل الشجاعة في حبة بيضاء وتلقف من الثعلب اللئيم شعاره (الأزعر) ليتقاسما ثمنه،
ويتم تصوير المفاوضات على السعر بالفيديو!
يا أيها المتسلق الملفّق المحسوب على
الحراك الطاهر الشريف زورا، يلتف على يديه يشلّه ويكبّله كما يلتف الهالوك على ساق
النبات الشريف الغض، بئس الذكر أنت، ملعون وجهك ملعون هدفك ملعونة خطوتك ملعونة كلمتك
ملعون كل ما فيك، نطق وسعى بالعمالة والخيانة سَفرات وسفارات وطا....هات ومخابرات،
خدعت به بسطاء نزلوا إلى الحراك حبا في الوطن ورغبة حقيقية في التغيير، تحثّهم على
الهتاف في النهار لتسلمهم إلى الاعتقال في الليل، يذوقوا فيه الأمرّ من الإهانة والعوز
والقلق على أهليهم، وقد يصل الحال بالشرفاء
الحقيقيين إلى غسل ملابس السجناء الآخرين لكي يتمكنوا من تدبير سيجارة بين أربع جدران،
اعرف تماما برودتها وقسوتها وعمق الذل فيها! ولمّا يأتيك دور الاعتقال تصلك أموال التبرعات
بالألوف لك ولبيتك! وتتفنن في الغط في النوم العميق مَلَكَة كان يحسدك عليها من حولك
من الرفاق!
ارحل، ارحل، ارحل ولا ترينا وجهك، اترك
الحراك لمن اخلص له حقا، ابتعد، اترك، فقد عرف الجميع من أنت ومن هم الثلة حولك وما
تخططون، وأي سعي تسعون، دع الشرفاء يعملون لعلهم ينجزون شيئا قبل فوات الأوان، قبل
أن يضيع الوطن من بين أيدينا بالكلّية، ارحل فمنذ اللحظة التي غيرت فيها صورة بروفايلك
من صورة صدام إلى صورتك الشخصية عرفتُ أن آخر ذرة شريفة قد ماتت فيك، وأن أناك المتورمة
قد طغت على كل شيء، وان آخر أقنعتك لم تسقط، بل أزلتها بنفسك!
0 التعليقات:
إرسال تعليق