سينمـا..
مهند يكشف في "المندس" تآمر مؤسسات
الدولة المصرية
على الرئيس المخلوع محمد مرسي
وقائـع بريـس
أثار العرض الأول للفيلم الوثائقي المصري "المندس"
على قناة "الجزيرة مباشر مصر"، والذي يكشف أسرارا جديدة عن أحداث وقعت ما
بعد ثورة يناير وإبان حكم الرئيس السابق محمد مرسي، ردود أفعال واسعة ومتباينة على
مواقع التواصل الاجتماعي.
وعقب عرض الفيلم مساء يوم السبت الماضي، ظهر هاشتاج بعنوان
"المندس" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" والذي عرض ثلاثة
اتجاهات من الآراء السياسية إزاء الفيلم.
فبينما رآه معارضون لعزل الرئيس السابق محمد مرسي "فبركة
إعلامية" للإساءة لمؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية، رآه الإخوان المسلمون دليلا
دامغا على أن ما يعتبرونه "انقلابا عسكريا" كان معدا له سلفا وأن كل مؤسسات
دولة الرئيس الأسبق حسني مبارك العميقة تآمرت على أول رئيس مدني منتخب لإسقاطه.
ومصطلح الدولة العميقة يطلق في مصر على ( شبكات النفوذ
المتوارثة عن نظام حسني مبارك السابق داخل مؤسسات الدولة ).
من جانبهم، رآه شباب شاركوا في ثورة يناير 2011، دليلا
على أن مرسي لا يصلح لإدارة الدولة والتصدي للثورة المضادة وأنه لم يعد هناك مجال للمطالبة
بعودته كرئيس للجمهورية.
فيلم "المندس" الذي تدور أحداثه في 54 دقيقة،
يحكي تجربة الشاب "مهند" الذي اندس في صفوف البلطجية (الخارجون عن القانون)
في عدة أحداث عقب ثورة يناير وإبان حكم مرسي، ليرصد تحركاتهم ويصورهم بكاميرات سرية
كاشفا عن خبايا وأسرار تُعرض لأول مرة عن علاقة من يُعرفون بالبلطجية بمؤسسات الدولة
وكيفية توظيفها لهم.
الفيلم من إخراج عماد الدين سيد، وقام بأداء دور المندس
فيه الشاب مهند جلال.
ونجحت الصفحة الرسمية للفيلم، والتي دُشنت يوم السبت
الماضي، على موقع "فايسبوك"، في حصد أكثر من 28 ألف مشترك عقب تدشينها بـ24
ساعة.
وعقب عرض الفيلم بدقائق انهالت على المخرج والبطل آلاف
التعليقات المتباينة حوله، فصفحة مخرج الفيلم على موقع "فياسبوك" تلقت العديد
من الإشادات، فضلا عن الانتقادات المتسائلة عن مغزى طرح الفيلم في هذا التوقيت، ومصر
على أعتاب الإعلان الرسمي عن الفائز بمنصب الرئاسة.
كما سأل المعترضون عن أسباب تأجيل عرض الفيلم لأكثر من
مرة، ثم تحديد موعد عرضه بشكل مباغت ومتزامن مع نتائج الانتخابات الرئاسية.
إزاء ذلك، قال المخرج الشاب على صفحته إنه جمع كل هذه الاستفسارت
وبانتظار ورود المزيد من الأسئلة ليقوم بالرد عليها دفعة واحدة، وتوضيح كل الإجابات
للرد على هذه الأسئلة المشككة.
أما بطل الفيلم مهند جلال فقد قفز عدد متابعيه على "فايسبوك"
إلى الضعفين بعد عرض الفيلم.
وعلق جلال على حالة الجدل التي أثارها الفيلم قائلا: "رسالة
الفيلم موجهة إلى شركاء الثورة الذين نزلوا الميدان في 30 يونيو (حزيران 2013) ولم
يلتفتوا لتحذيراتنا لهم من تعاونهم مع فلول (بقايا) نظام مبارك، وأيضا إلى الإخوان
المسلمين ومؤيديهم دون تفكير".
ومضى بالقول: "يا أعزائي كلنا أغبياء، ولم يعد أمامنا
متسع من الوقت لنختلف".
ولاقت هذه التدوينة من بطل الفيلم، منذ كتبها مساء السبت
الماضي حتى الساعة 13:30 (ت غ) من اليوم، 668 مشاركة، فضلا عن 4 آلاف إعجاب.
وفي شهر يوليو الماضي، أطاح الجيش، بمشاركة قوى دينية وسياسية
وشعبية، بمرسي بعد عام قضاه في منصبه، إثر احتجاجات شعبية واسعة ضده، بدعوى "فشله"
في إدارة شؤون البلاد.
وكان مرسي، أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، قد فاز
عام 2012 بأول انتخابات رئاسية تشهدها مصر، عقب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011،
التي أطاحت بمبارك.
وهي الانتخابات التي حصل فيها مرسي على نسبة 51.7% من أصوات
الناخبين بفارق ضئيل عن منافسه أحمد شفيق، المحسوب على نظام مبارك، بنسبة مشاركة وصلت
إلى 51.85%.
0 التعليقات:
إرسال تعليق