google.com, pub-6282892942598646, DIRECT, f08c47fec0942fa0 نبش في القصيدة مع الشاعرة لامية بودشيش | الـوقـائـع بـريــس
الرئيسية » » نبش في القصيدة مع الشاعرة لامية بودشيش

نبش في القصيدة مع الشاعرة لامية بودشيش

كتبـه maafennan الجمعة، 30 مايو 2014 | 4:19:00 ص

إبداعـات أدبيـة..
نبش في القصيدة مع الشاعرة لامية بودشيش


قـراءة: عبـد العزيـز حنـان
النبش الأول
حول العتاب
زميل على صفحة الفايس عاتبني. يعيب علي عدم الالتزام بالقواعد النقدية والبلاغية ا لمتعارف عليها في النقد العربي. وجوابي إذا أردنا تطبيق هذه الآليات على النصوص الحديثة فسنلغي النص كاملا .. بدعوى انه لا يستجيب لهذه الآليات النقدية .. والواقع أن هذه الآليات لا تستجيب مع شكل القصيدة الحديثة جدا فالانطلاق من التقسيم العروضي والبحر ثم شكل القافية، ثم الصورة الشعرية وما يصاحبها من جناس و طباق و تشبيه و استعارة بكل أقسامها و..و.. كل هذا تتمرد عليه هذه القصيدة الحديثة لأنها ترفض كل هذه القيود. فهي تعتمد على النفس الشعري (بفتح الفاء) والدفقة الشعورية و الإيقاع ليس فقط الداخلي للنص بل إيقاع الكلمة نفسها. لذلك لا بد من تطوير أساليب النقد لأن الإبداع الحديث يتطلب ذلك وهذه الأخيرة هي التي تتيح إنتاج قواعد قواعد نقدية تناسبه.هذا إن كان المقصود بالنقد إعادة قراءة للنص الإبداعي و ليس هدمه و تعقب عثراته دون إغفال الموروث النقدي العربي كلما أسعف لنص ذلك.

استهلال

كم هو مؤلم غدر القريب ،يشعل الحرائق التي لا تنطفئ مهما كانت مكانة هذا القريب .. عندما يؤذي من سكن بدواخله ،ينتفض الأخير كا لطير المذبوح .. يبحث عن ملاذ ..و ما هو ببالغه .
وكم هو عميق جرح الأنثى من اقرب الناس إليها .. تنتفض ..تثور ..لكن في قهر ...... تلكم هي صيحة لامية بودشيش في هذا النص.
المتن
أنعيك..
جراحي على كتفي المكلوم بين راحتي..
أسير في موكب..
فؤادي جنائزي..
موكب آلامي..
بعيدا عن صحراء ظلمك..
سأهاجر..
اشق طريق الغربة..
أستجير بوحدتي..
لأحيى من جديد..
ع
ن
د
م
ا
سيفكر بك قلبي..
سأقاومه..
ع
ن
د
م
ا
سيسألني عنك دمعي..
سأقاومه..
و
ع
ن
د
م
ا
ستنبس شفتاي..
تناديانك..
سأقاوم..
............
هكذا ستهاجر..
أنت مني..
إلى الأبد..
لامية بودشيش
نكاية في الغدر سأرمي بك ورائي ولا التفت أبدا

البنـاء

ركوب حصان متمرد على القواعد و القواعد التقليدية، لأنها ما عادت تجدي لتروي ظمأ الشاعرة في الانطلاق والبوح المؤلم. لذلك تخلق لنفسها بناء يستجيب لدفقاتها وفورة الصورة لديها .. امتدادا و اختصارا .. قد تكون أنة ....فلا تستوجب غير كلمة .و قد تكون أنة متقطعة مكتومة ...فلا تستوجب غير حروف تصور نحيب هذه الأنة .. حروف تنفصل عن بعضها لتعطي أنة ممزقة ....و قد تكون الآهة قادمة من عمق العمق فتتطلب امتدادا زمنيا و مكانيا أرحب حتى تخرج مكتملة. هذا هو البناء في هذا النص عند لامية بودشيش.
من خلال دلالة الأفعال، نلاحظ أن الغالب عليها هو الفعل المضارع..الحاضر المستمر ..فلا مجال للعودة للماضي ... و في الشوط الأخير من هذه الصرخة تحصر الشاعرة المضارع في الآتي فقط من خلال إلحاق السين بالفعل. مما يؤكد على القطيعة المطلقة مع الماضي . هي الأنثى عندما تصاب في كبريائها.. تلفظ الماضي بكل ما فيه، مهما كان الذي يؤثث هذا الماضي.
الضمائر التي تساعد في فك شفرات النص هي المتكلم والمخاطب ....
المخاطب الذكر. كان يمكن أن يتمثل المتلقي المخاطب أنثى ..لكن فعلا واحدا في النص يحصر الخطاب إلى المذكر ..لا غير و هذا الفعل هو: ( ستهاجر).
الشاعرة تعري لألمها منذ البداية ( أنعيك) تنقل خبر الموت إلى هذا الذي أدمى ... وأوغل في الإيلام .. تنعيه جراحاتها ...أحزان القلب ...آلامها... كلها ماتت، وهي الآن تحملها لمثواها الأخير في الموكب الجنائزي و لنتخيل هذا الموكب بطقوسه كلها.
الألم و النهي يذكر هذا الذكر بغلطته ... بجفاف عواطفه . حتى و الشاعرة تحمل خيباتها في الموكب الجنائزي للدفن ، فالدفن سيكون بعيدا عن ( صحراء ظلمه ) ظلم قاسي و قاتل، يسبه صحراء قاحلة مقفرة ...، ليس فيها غير عواء الريح و قيض الهجيرة ..... لكن القهر ع الأنثى أكبر.. فحتى وهي تتخلص من عذاباتها و تعلن موتها تحتمي بالغربة ، غربة الذات.... تستجير بالوحدة (كالمستجير من الرمضاء بالنار) كما يقول العرب ... تهرب من ظمأ الصحراء و ظلمها إلى ظمأ آخر لعله يكون ارحم .. ظمأ الغربة و الوحدة. ( لأحيى من جديد) وهو زمن مستقبلي محض ( لأحيى ) كيف ستكون الحياة من جديد في ظل الغربة والوحدة؟؟؟
ويأتي الأنين المتقطع كأنه نشيج البكاء المكتوم ( ع- ن- د- م- ا) سيحاول هذا القلب المكلوم التفكير فيك لكنه لن يجد غير المقاومة ، أي ألم هذا الذي تسبب فيه هذا الآخر ؟؟؟
وتعود الشاعرة للأنين المتقطع (ع- ن- د- م- ا) تدمع عيناها من لذكرى و من الم الذكرى وربما من الحنين لكنها ستقاوم فالألم اكبر. يعود ثالثة الأنين المتقطع ..ولن يجد من صدى غير المقاومة .. حتى حين تتحرك الشفتان باسم هذا الظالم الجارح لن يجدي ذلك فالمقاومة أشد ....صعب تخيل هذا مدى هذا الألم الذي سببه الذكر ..و صعب تخيل حجم ألم هذه الأنثى المفعمة بالحب، بالحنين ( القلب ـ الدمع ـ الشفتان ) لكن كل هذا يتحول إلى مقاومة أي تفكير في الصفح.
وتختم الشاعرة آهتها بالاختيار النهائي .... (ستهاجر .. أنت مني ... إلى الأبد ) إعلان نهائي لا رجعة فيه.
هي الأنثى عندما تبوح بجرحها الغائر ... وتفضح ظلم الذكر الجائر ....
كيف تتحول هذه الأنثى من رمز للاحتواء و الاحتضان الجميل، إلى منفى تختاره بإرادتها ؟؟؟
كيف يتحول الرجل من رمز للأمان ، للأمل المشع بالإشراقة إلى سجان ذكوري تتخلص منه الأنثى مهما كلفها ذلك ؟؟؟
تلكم هي صرخة الأنثى، لامية بودشيش ،و من خلالها ..كم من أنثى؟؟؟
وإلى نبش آخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر.

الدار البيضاء في 25-05-2014








0 التعليقات:

إرسال تعليق

لروح الممثل الراحل محمد البسطاوي

افتتـاحيـة

افتتـاحيـة
الوقـائـع بـريـس

وردة تبكي بليغ في بودعك


حامد مرسي دنجوان عصره


البدوية القتالة سميرة توفيق


لاني بنايم ولاني بصاحي أبوبكر سالم


بليغ وأم كلثوم لقاء الملك بالست


الرائعـة فايـزة أحمـد


عندما يتسلطن الموسيقار العميد


يا عطارين دلوني غناء أحلام


"ثلاثي التشخيص الراقي في "وجع التراب



لماذا لم يعد المغاربة يذهبون إلى السينما؟

لماذا لم يعد المغاربة يذهبون إلى السينما؟
ملف الوقائـع الأسبوعي

تابعوا الوقائع على فايسبوك

الوقائع بريس

مـن هنـا يبـدأ الخبـر الفنـي مـن الوقائـع بريـس ..

لمـاذا الوقـائـع بـريـس؟

مـن نحـن؟